الخميس، 28 أبريل 2011

واحد وخمسون الف دولار لا غير



ليس لان العراق يمر في ظروف صعبة بسبب حكومته التي قد غسلت وجهها ب .....

لا.. ولكن اليس من الاجرام ان تطلى اظافر بماس حقيقي ب 51 الف دولار؟

اليست الاموال مسؤولية؟

وثبة ... الاسود؟ يا ريت







شارك عشرات الجنود العراقيين اليوم في مناورة عسكرية قرب ميناء خور الزبير في محافظة البصرة جنوب العراق شاركت فيها لأول مرة منذ احتلال العراق عام 2003 القوات البرية والجوية والبحرية.




عمي عليش متعبين روحكم، الاسناد موجود ، كلها راح تنتظركم بالسفارة، شلون؟ اكو سفارة بالعالم كله الطاقم مالتها عشرين الف انسان ومفتوحه للزيادة غير المحددة؟
وقال نائب قائد القوات البرية الفريق الركن رياض جلال في تصريح صحفي إن التمرين العسكري الذي اطلق عليه اسم "وثبة الأسود" استغرق تنفيذه أكثر من ساعتين ويهدف الى تطوير قدرات قوات الجيش وكذلك التأكيد على جاهزيتها للتعامل بفاعلية مع قوى الارهاب.

بقاء الامريكاء مرفوض يقول النجيفي




والله الاستاذ اسامة النجيفي على نياته وخوش ادمي ، والله ضحكني اليوم بسالفته اللي يكول بيها :


أن بقاء القوات الأمريكية في العراق مرفوض شعبيا، مبينا أن الحكومة هي المعنية بتحديد بقاء تلك القوات من عدمه.
وقال في بيان صدر عن مكتبه، عقب لقائه القائم بأعمال السفارة الفرنسية في بغداد، عيسى مارو، إن مجلس النواب لم يتلق أي شيء يتعلق ببقاء القوات الأجنبية في البلاد.
واضاف النجيفي أن العراق مصر على أن يكون نموذجا متميزا للديمقراطية لافتا الى أن البلاد تمر بمرحلة انتقالية من النظام الشمولي الى النظام الديمقراطي.
عجبا النجيفي ما سمع ان اركان السفارة الامريكية راح يكون 20 الف شخص، والعدد قابل للازدياد الى ان يوصل الى 47 الف واحد بكد القوات اللي راح تطلع من الباب الدوار ، وترجع عبر نفس الباب الدوار ..


ما سمع الاخ النجيفي ان كل العقود العراقية راح يوكفون الاميركان عليها .. خو على فد وجه خلوهم ، عليش مصاريف الطبة والطلعة واغلاق وفتح معسكرات وهوسة وبفلوسهن افتحولنا مدرسة او مستشفى او حديقة، او انطوهن لمكتب رئاسة الوزراء امانة مثل باقي الفليسات الامانة يمهم





GEN David H. Petraeus

Hip Hip Hooray

its a happy day

تم ترشيح الجنرال ديفيد بترايوس ليكون رئيسا لوكالة الاستخبارات المركزية

اول اختيار ينم عن ذكاء اوباما الذي كنت على شفير الشك به لكسله


بترايوس افضل ما يمكن ان يحدث لاميركا والعالم ، فالرجل موسوعة علمية، على درجة كبيرة جدا من الدراية بمكنونات البشر وميولهم ويحترم عادات الناس في كل انحاء المعمورة وكانت ولا تزال رسالته (تصايحوا فيما بينكم ولكن لا ترفعوا السلاح في وجه بعضكم البعض) وسنرى جميعا كيف ان قوى الخير سوف تسيطر في العالم بوجود ديفيد المصلاوي او ابو سليمان او ابو صطيف كما كان يسميه الكثير من مساعديه من العرب العاملين في معيته عندما قام باخماد نار الارهاب في العراق


اليوم هو 28 نيسان 2011، اول 28 نيسان اشعر فيه بارتياح .. بعيدا عن ذكريات اعياد ميلاد اللقطاء والمستبدين ، واقرب باتجاه صناع البطولة

الموسوي: المالكي متخوف من ترشيح الجلبي لوزارة الداخلية



أكد نائب عن التحالف الوطني أن رئيس الوزراء نوري المالكي يتخوف من ترشيح رئيس المؤتمر الوطني العراقي احمد الجلبي لوزارة الداخلية.وقال النائب جعفر الموسوي لوكالة كردستان للأنباء إن "رئيس الوزراء يخشى من عدم تجاوب الجلبي معه لذا لا يرغب بترشيحه لوزارة الداخلية".وأضاف أن التحالف الوطني ما زالت الأمور فيه غير واضحة بالنسبة لمرشحي وزارتي الداخلية والأمن الوطني كما ان الاتفاق داخل التحالف على اي مرشح وحده لا يكفي اذ لا بد من اتفاق بقية الكتل السياسية عليه لكي يمرر خلال التصويت في النواب".

ان اي غادر لن يكون الا متخوفا من بني البشر ..فمن يغدر بالاخرين يعرف معنى الطعن في الخلف.. وكل الناس لديه هم على شاكلته .. الغدر سمة ومنطق ..
في اليوم الذي قصفت فيه مدينة الصدر في صولة الغدر عام 2007 .. فقدت المصداقية وانهارت معان كثيرة للامان الانساني والتحالفات النظيفة
في يومها .. عندما كانت جثث الاطفال تنتشل من تحت الانقاض، رأيت وجه الغدر ودعيت من رب العباد ان يخرج العراق من هذا الخراب الجاثم على الانفاس
الله كريم ..يمهل ولا يهمل ابدا

الأربعاء، 27 أبريل 2011

28 نيسان من يتذكر؟

لم يكن هناك سكر في البلاد .. الا ان كيكة ميلاده كانت محلاة الى بكرة ابيها
كنا في حصار .. الاه، فقد كان الحصار حصاره علينا
لو كان اليوم هو 27 نيسان 1999 لامتلات الساحات بالاضواء والزينة، ولخرج الناس مرغمون للاحتفال بعيده الذي هو ليس بعيد .. فلا هو يعرف يوم ميلاده ولا هو يعرف من ابيه من عمه



الثلاثاء، 26 أبريل 2011

http://www.youtube.com/watch?v=nSAoEf1Ib58





قبل ان يفتر الديلكو، أسئلة بحاجة الى اجابة

خاص بالمعمعة: ميادة العسكري



كان في طريقه من واشنطن الى بغداد .. بعد ان امضى هناك بضعة اشهر .. فهو من ضمن مجموعة مهمة ستبقى في العراق، في حال انسحبت القوات (نقول في حال، لان المسألة لم تحسم لحد الان) بعد ان تم تأهيله من العمل العسكري الى العمل الدبلوماسي ..
قال لي .. لا تتفاجئي ببدلتي المدنية
سألته: سافيل رو؟
قال لا ، مجرد بيير كاردان بلون نيلي داكن وكرافات (بايمباغ بلهجتنا العراقية)
أتممت له قائلة: احمر .. او نيلي لامع .. الكليشة العراقية التي تعلمتموها بسرعة ..
قال: لا، نحن لا نستطيع مجاراة سياسييكم، فاربطة عنقنا لا تتجاوز البضعة مئات من الدولارات في احسن الاحوال واترفها.. اما اربطتهم فتتجاوز الاف الدولارات من غوتشي ولانفان وايف سان لوران وغيرها من بيوت الازياء العالمية..
قلت : وماذا عن اللذين لا يرتدون الكرافاتات؟
قال بسرعة: تعوضها الخواتم الثقيلة التي صار فيها الماس يؤطر الشذر طالما ان المعدن الذي يلامس الجلد ليس بذهب اصفر
قلت وانا اهز راسي تعجبا : يا خوية الا جنبي ..هناك ملايين من العراقيين في الداياسبورا –المنفى- لم يصلوا الى درجة اختصاصك بنا
قال: نعم صار العراق اختصاص وانا افتخر بمعرفتي بأهل العراق الطيبين
كان جادا فيما يقول ..
عرفت هذا الدبلوماسي الجديد –العسكري القديم – من اليوم الذي تمت فيه محاولة اغتيال عماد العبادي.. في يومها اتصل بي احد الاخوة من بغداد وقال .. عماد بين سيطرتين على الارض ينزف دمه وانا احاول الاتصال بفلان الا ان شبكاتنا كما تعلمين.. معطلة .. قلت ما المطلوب ؟ قال اتصلي بفلان وقولي له ان عماد ينزف حياته على قارعة الطريق .. ليفعل شيء ما ، لينقلونه او .. لا ادري ..ليتحركوا ..
في يومها كان ضغط العمل في الجريدة لا يطاق .. اخذت هاتفي بالقرب من ماكنة القهوة وطلبت الرقم الذي ارسله لي الصميدعي.. تصوروا حكومة لا تستطيع تامين خطوط هاتفية خلوية داخلية والاسهل ان تتصل باحد معارفك خارج البلاد ليتصل بشخص اخر ربما لا يبعد عنك الا ربع ساعة بالكثير ..
في يومها .. قام الرجل بالواجب ..
**
قال: لا تروق لي الطريقة التي يتم بها التفاوض مع الامريكان بشأن تمديد بقاء القوات لاسباب كثيرة
اولا: المفاوضات مكشوفة ولا تتسم باي نوع من السرية، غيتس ومولن ولجان من مجلس الشيوخ الامريكي .. امور غريبة عن الطريقة التي تتم بها مثل هذه المفاوضات .. لم يحصل من قبل ان كانت الصحافة حاضرة في مثل هذه الامور التي تتعلق بمقدرات هذا البلد او ذاك
ثانيا: نوري المالكي ..
قاطعته وقلت رجلكم في الساحة
قال ..لا، انتم من انتخبه وانتم من يتحمل تبعة الانتخاب ووجوده ربما درس لكم جميعا بما يمكن ان يفعل الابهام البنفسجي .. مطلوب منه ان يكون اكثر شفافية وان يصارح العراقيين بحال الجيش والتسليح وما ستكون عليه القوات المسلحة العراقية في نهاية هذا العام ان انسحب الجيش الامريكي فعليا
كلامه صحيح، فالى الان لم يتحدث المالكي بخصوص الامور التالية بالصراحة المطلوبة:
· مدى جاهزية وأهلية القوات العراقية للدفاع عن مصالح الشعب وأمنه واستقراره من التحديات الكبيرة الداخلية والخارجية؟
· وهل الجيش العراقي مؤهل لمواجهة هذه التحديات أم لا يزال بحاجة إلى المساعدة؟
سالته: ولم في رأيك لم يقم المالكي الذي يمتلك مفتاح هذه الاسرار بدلو ما في جعبته بصورة ديموقراطية (كنت اضحك في سري عندما ذكرت الكلمة الاخيرة فآخر صفة يمكن ان نطلقها على هذه الحكومة او رأسها هي الديموقراطية)
قال كيف يدلو بدلوه بعد تصريحات ايران الاخيرة التي تشير الى امكانيتها وقدرتها على ملء الفراغ في العراق ؟
استرسل قائلا: هناك قلق حقيقي حول التصريحات التي تنادي بإعادة الحياة إلى جيش المهدي وإن هذه المليشيات مستعدة لممارسة دورها العسكري من جديد .
نعم، دواء المالكي هم جماعة سماحة السيد مقتدى الصدر .. فهو مطلوب بدم لهم .. طعنهم في الخلف بعد ان دعموه .. ولكن هذه المرة لن تسلم الجرة ..
قال: هل انتِ مع تفعيل الجيش؟
قلت: انا مع العراق ومصلحة العراق .. وبصراحة تامة اريد ان ارى العراق في حال افضل .. وانت ترى الحال ..الأجواء السياسية بين الكتل مسمومة، والى اليوم بعد اشهر واشهر واكثر من عام على الانتخابات ليس لدينا وزير للدفاع او للداخلية وكأن رئيس الوزراء يخشى من تسميتهم لسبب ما .. الأجواء هذه تدفع باتجاه تأزم محتمل للوضع في العراق في ظل التوتر الاقليمي، سوريا من ناحية واليمن من ناحية اخرى وشرارة السخط التي انطلقت في العراق
اكثر الامور التي اصابتني بالحيرة والاحباط تصريحات المالكي بخصوص القوات المسلحة والاجهزة الامنية عندما قال بانه ربما توجد لدى الجيش نواقص في مجال الدفاعات الجوية والبحرية ومنظومات المراقبة، لكن سياستنا المبنية على عدم التدخل في شؤون الآخرين وطبيعة الظروف التي تمر بها المنطقة تجعلنا مطمئنين إلى أن خطتنا في تنمية دفاعاتنا وتجهيز قواتنا المسلحة، ستكون كافية لتأمين حدودنا من الاعتداءات، وأنّ خططنا في هذا المجال ستمضي بسرعة.
كيف يمكن لقائد امة ان يتكلم بهذه الطريقة؟
كلنا نعلم ان لا نواقص في الدفاعات الجوية لان الدفاعات الجوية غير موجودة من الاساس.. كان يجب ان يقول بان لا دفاعات جوية ..ومنظومات المراقبة مخترقة والامن الداخلي على كف عفريت اسمه الكاتم الذي تم استيراد صفقة منه لوزارة الداخلية!! وفي حال غياب القوات الامريكية، سينقص العراق المعلومات الاستخبارية التي يقوم بها الامريكان ولا يقوم بها العراقيين بدون دعم من الاخوة الاعداء ..
نحن بحاجة الى تسمية الامور بمسمياتها وان نتوقف عن دفن راس الناس في الرمال ..
اتمنى من كل المسؤولين العراقيين ان يكونوا بصراحة بابكر زيباري رئيس اركان الجيش عندما قال بان لا جاهزية للجيش العراقي قبل عام 2020.
في كل لعبة شطرنج، نفكر بالخطة الاساسية والاكثر ذكاءا من اللاعبين يفكرون بالخطة والخطة البديلة والخطة البديلة للبديلة .. وكذا الامور في الحياة
السؤال هو: اليست هناك خطة بديلة للموقف العصيب الذي نحن فيه اليوم؟
وعندما وقع البرلمان على الاتفاقية الاستراتيجية الامنية مع الامريكان، هل كانت الحكومة والبرلمان على ثقة تامة بان الجيش العراقي سيكون في حال من الجاهزية تسمح له ان يدافع عن العراق ويحمي امنه في نهاية 2011؟
الم يفكر احدهم بخطة بديلة؟ الا نستحق كشعب خطط بديلة لكل الاداء السيء الذي نتحف به يوميا
وسؤالي الازلي : الا يكسر العراق خاطر احد في هذه الحكومة المنتخبة؟
**
على صانع القرار العراقي ان يمد يده في "جراب الحاوي" وان يبدع حلا سريعا للغاية .. واتفاق وفق خطوط جديدة ومبتكرة.. فقد قالها رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة مايكل مولن عند اخر زيارة له للعراق عقب محادثات مع المالكي في بغداد " يجب تجنب الوصول لمرحلة اتخاذ قرارات لا يمكن الرجوع عنها بشأن العمليات والإمداد خلال أسابيع" وتحدث أيضا عن إمكانية "نفاد الوقت" اللازم لإجراء محادثات بشأن القوات الأميركية.
ولسنا بحاجة الى ان نقرأ بين السطور لنفهم بانهم ان خرجوا، فلن يعودون حتى لو صار العراق كله اقليم غرب ايرانستان ..

قصة قصيرة
ميادة العسكري
قصة قصيرة

استيقظت على شمس مريضة تماما ..
للحظة نظرت حولها محاولة ان تتذكر اليوم ..انه الاربعاء ..قالت بسم الله ونزلت ببطء من مكانها ..كان النعاس لا يزال يغلفها بدفء لا علاقة له بالمكان البارد كبرودة القبور..
القت نظرة الى محمولها ..وجدت ثلاث رسائل .. اثنان منهما حملت نفس الفحوي "مشتاق لك" .. اذن لم تكن تحلم .. لا بد انه هو، هو الذي ارسل لها رسالتين من رقم غريب .. وهو الذي طلبها فجرا ..
كانت تحدس انه قطعها عنه رغم انه كان يترك لها رسالة يومية على بريدها ..صباح الخير .. تصبحين على خير ..وان تحمست لرده وكتبت له اسطر بلهاء تصف بها مشاعرها نحوه اجابها بكلمات مقتضبة يبدأها بكلمة روحي او حياتي التي كانت ترسلها مباشرة الى القطب الشمالي من برودتها وفراغها من اي نبض..
لم تكن تستطيع ان تلومه على برودة مشاعره .. فهي بعيدة عنه بحكم عملها ..والحب لا يتنفس الا عبر المباشر، اما حب المسافات البعيدة فهو اقرب ما يكون الى الطعام المسلوق الخالي من الملح والبهجة ..
**
التقيا بعد معركة كبيرة.. اسلحتها كلمات جارحة واتهامات وقلق كبير .. قررت ان تواجهه وفعلت .. حاصرته الى ان قبل الجلوس والاستماع لها ..خرجت هي من المواجهة وقد غرقت لما فوق انفها ولها به .. وخرج هو بعلامة استفهام كبيرة.. من هي هذه المخلوقة التي ساقتها الاقدار في دربه ولماذا هذا الاصرار على المطاولة في قصة انتهت بسلام بعد خلاف شديد؟
**
كان الوقت صباحا واجتماعات العمل لا تنتهي، وضعت امامها مطبوعات للمراجعة والقراءة لما سيتم الحديث حوله ..ومن بين طيات مطبوعات تتسم بجدية عالية في محتواها، اطلت مجلة امريكية ترفيهية تتحدث عن نجوم السينما واهل الفن في العالم الغربي.. استغربت هي من وجود المجلة بين تلك المطبوعات وراحت تقلب صفحاتها .. وتوقفت عند موضوع جذبها عنوانه : الخط الفاصل ما بين الحب والكراهية يتجه نحو الحب العاصف ..
اخذها العنوان تماما ونست كل من حولها ..
كتبت له .. الامريكان يقولون ..الحب يولد عاصفا بعد الخلاف ..
رد عليها عبر رسالة .. سبقناهم بهذه .. فما من حب الا بعد عداوة ..
**
اختفى ..
تبخر ..
الا ان الاتفاق القائم بينهما هو ان لا تسأل عنه عند أحد ابدا ..وان لا يسأل عنها حتى لو صارت غبارا..
غبار؟؟؟
غبار من ماض يداعب خيالها وانفها وكل حواسها .. بين الكرى واليقظة ..
كان مدرج الفيزياء مصب للشمس في مدرستها .. وكانت النوافذ العالية تحاذي اسفل كل رحلة ..
في الشتاء، كانت الغرفة تتحول الى قطعة من دفء الجنة .. عكس الصيف تماما .. الا ان الامريكان، اصحاب المدرسة، لا يستمعون الى الشكاوى، فعندهم كل شيء محسوب ..وما ان يقترب الصيف، كان درس الفيزياء يرسلها الى عالم يمتزج به الخيال مع الواقع بين سخونة الجو والهواء الذي كان يتسلل عبر النوافذ العالية .. كانت الاولى دائما في هذا الصف بالذات لانها كانت تشعر بود طفولي نحو مدرس المادة .. ابراهيم الشيخ، رجل بسمرة داكنة ولكنة بصراوية غريبة على مسامعها.. وكان الرجل يعتبر كل البنات بناته .. وربما كان ميلها اليه نابع من انه يذكرها بذكاء والدها من ناحية ولانه كان يناقشها ان حصلت على اية علامة اقل من العلامة النهائية .. وكانت تخجل من ان لا يكون مستوى اداؤها عنده ممتاز مع كل الجهد الذي كان يصبه على الجميع..
قال لها ذات صيف مع اقتراب الامتحانات النهائية حيث رائحة المسبح تداعب انفها وخيالها مع النوافذ المشرعة نحو بركة الماء الكبيرة التي ستقضي معظم ايام الاجازة فيها : لو حصلت فلانة على 75% لفرحت لها من كل قلبي .. وان حصلتِ انتِ على 99% لحزنت لعلامة واحدة تبددت منك .. خسارة عندما نتمكن من انجاز علامة كاملة ان نحصل اقل منها ولو بجزء يسير..
كان ابراهيم الشيخ يقف وظهره متجه نحو النوافذ، اما هي، فكانت تقف قبالته .. وعبر الشبابيك المفتوحة .. هبت نسمة ساخنة في اللحظة التي اتم الرجل فيها كلامه وهب الغبار اسفل النوافذ يتراقص بين اشعة الشمس نحو الاعلى .. ربت الرجل كتفها بأبوة واضحة وقال .. ابنتي ستكون الاولى في صفي دائما...
ومع جملته تلك، خرج من المختبر .. اما هي فقد تسمرت في مكانها تنظر الى الغبار المتعلق باشعة الشمس ..
**
انا الغبار وانت اشعة شمس الله المصبوبة عبر نوافذي .. انت خيال لا يمكن ان امسك به ابدا .. كما هو حال شعاع الشمس المتخلل لغبار الغرفة تلك ..
**
وراحت في حلم يقظة، تبحث في زواياه عن وجهه، او اثر من كلامه في ايام مضت .. ايام اللولو ..
**
كانت تدرك تماما بانها كانت تسير على غيمة معه .. لا شيء ملموس في عالم حزنه .. والحب في افضل حالاته اعمى .. فكيف في مثل حاله الذي كان يسير بها نحو الشط ويتركها هناك ويختفي بدون مقدمات..
فلو انها جمعت كل لحظاتهم سوية .. كلها .. لما خرجت الا بطرف واهي عنه ..
اما هي، فقد كانت تحب الحب فيه كما لم تخبره في حياتها .. كانت غير قادرة اساسا ان تكبت فرحتها به ..وربما في غمرة مشاعرها ، نست ان تلتفت اليه ..
**
رن هاتفها ووجدت رقم مرسل تلك الرسالة .. انزلق قلبها من مكانه وتناثر على صفحة الارض وتهشم الى الملايين من القطع، كل قطعة منه تدوي بنبض حاد ..
اجابت .. نعم ؟
قال محدثها .. اسف اختي العزيزة، يبدو اني ارسلت عددا من الرسائل الى هذا المحمول خطاءا، سامحيني ..
**
ابتسمت عبر دموعها .. لم تكن الرسائل منه .. فهو قد لاذ بالاختفاء .. الى اجل غير مسمى






هل سنصل الى مرحلة ال Game over

كتابات - ميادة العسكري

ضحك سعود مليء شدقيه وقال لي وهو يقف في مهب عاصفة ترابية في الناصرية حيث تمركز عمله قبل ايام .. " كلها تتعلق بالباتش المثبت على ردن العسكري الامريكي "
سألته: باج ام باتش
قال باتش
Patch
اي الرقعة المصنوعة من القماش والتي تحمل رقم الوحدة وتفاصيل اخرى تتعلق بالوحدة العسكرية الامريكية
قلت كيف تتعلق بالباتش هذه ؟
قال رحمة على ابيّج، الرقعة مثبتة بلاصق من القماش المحزز، بالامكان ان تنتزع وتثبت مكانها رقعة تشير الى انتماء هذا العسكري الى فيلق العمليات النفسية او الهندسية او حتى فيلق الشواذي
قلت كلامك معقول ولكن كيف سيتم الالتفاف حول الاتفاقية عندها طالما ان المجند الامريكي لا يزال على الارض؟
قال: الاتفاقية الامنية تنص على خروج الوحدات المقاتلة فقط، نقطة راس سطر، ولم تتحدث عن وحدات الاسناد النفسي او الاعمال او الوحدات الهندسية .. لذلك يمكن لكل ال 47 الف جندي الموجودين الان على الارض ان يتحولوا بلمح البصر الى رجال هندسة وخبراء نفسيين ورجال اعمال
**
نظريات المؤامرة كثيرة، الا ان نظرية ابن اختي المندائي سعود تبدو كسهم اصاب عين الهدف ..
لم لا؟
فالسؤال الذي تجيب عليه نظرية سعود يتعلق بمجيء الامريكان والانكليز الى العراق .. فان هم قد عبروا البحار ووضعوا رحلهم وفقدوا كل هذه الاموال والدماء والابناء والبنات والمعوقون والمعوقات والمنهارون نفسيا والمنهارات من الذين صارت حتى مستشفى آرثر ريد في اميركا تقلص من فترة بقائهم فيها ..ان فعلوا كل ذلك، فهل فعلوه للبقاء ك "خطار" ليومين ونصف في العراق ومن ثم ينسحبون وفق اتفاقية وضعت ليتم الالتفاف حولها بسهولة او صعوبة؟
**
التقيت بالجنرال جيمز اوستن لويد الثالث قبل التاسع من نيسان في بغداد
وكان مربط الفرس عندي كانت اجابته على السؤالين التاليين:
هناك تقارير في اجهزة الاعلام مفادها انك مع السفير جيمز اف جفري تبحثان عن النصح والمشورة حول الطرق الخلاقة لابقاء الجنود الاميركان في العراق. ما مدى صحة هذه التقارير؟
قال الجنرال اوستن: كلا، انا لا افعل ذلك. وعلى اية حال فالسفير جفري وانا نلتقي بالقادة العراقيين بصورة دائمة لبحث القضايا الدقيقة التي يجابهها العراق في مجال الامن والنمو الاقتصادي والحكومة الديموقراطية.
ان اي قرار يخص استمرا بقاء القوات الامريكية في العراق لفترة ما بعد 2011 يجب ان يبدا بطلب رسمي من قبل الحكومة العراقية وبدء المفاوضات مع صناع السياسة في الولايات المتحدة.
الى يومنا هذا، لم نستلم مثل هذا الطلب من الحكومة العراقية. ان التواجد الاضافي للقوات الامريكية على ارض العراق سيعني تعديل رئيسي لمسار الخطة التي نسير عليها حاليا، والتي ستنتقل بنا الى صفر عدد من القوات العسكرية الامريكية – فكلما اسرعوا بتقديم الطلب، كلما كان ذلك افضل.
ولكن هل نحن مستعدين لمثل هذا الانسحاب اليوم؟
سألت اوستن: لماذا تم الغاء صفقة طائرات الاف 16 بين الولايات المتحدة والعراق؟ هل تدخل الايرانيون او الاكراد في هذا القرار؟
اجاب الجنرال اوستن قائلا: ابدى القادة العراقيين حماسة كبيرة على شراء طائرات الاف 16 وكنا نعمل على ترتيب تفاصيل العقود. القادة العراقيون يعرفون ان طائرة الاف 16 هي افضل الطائرات متعددة الاداءات والقدرات العملياتية والكثير من الدول المجاورة للعراق تمتلك مثلها. ولكن نتيجة لمحدوديات الميزانية قررت الحكومة العراقية ان تصرف الاموال في ميزانيتها على الحاجات الاساسية للشعب العراقي عوضا عن شراء الطائرات في هذا الوقت. وكلنا نعلم انه من دون هذه الطائرات المقاتلة، لن يكون للعراق قابلية لحماية اجوائها ما بعد 2011 والقادة العراقيين يعرفون هذه الحقيقة.
نعم، لا قدرة لنا لحماية اجوائنا لان ميزانيتنا لا تسمح!!! ولكن ميزانيتنا تسمح لامور اخرى مثل فضيحة بناء المدارس الايلة للسقوط والتي لم يمض اشهر على بنائها .. وتسمح لاستيراد الزيوت غير الصالحة للاستهلاك البشري.. وتسمح باستيراد صفقة معدات داعمة لشبكة مولدات الكهرباء ليتضح بانها العاب بلاستيكية ، وها ...الميزانية تسمح لضياع مبلغ تافه مثل 41 مليار دولار اعلن عنها القاضي العكيلي ..ولكن طائرات لحماية الاجواء .. لا ..
**
الاميركان على الرغم من كل اجنداتهم التي جاؤا بها الى العراق وعلى الرغم من كل النوايا المتعلقة بحماية منابع البترول – ولم لا، فهم الزبون الذي يدفع والذي يشتري والذي كان حتى صدام مستعد ان يبيعهم اياه بتراب الفلوس ان سمحوا له بالبقاء حاكما على العراق (احيلكم الى تنازلات الساعة الاخيرة في خطب صدام قبل الاجتياح الامريكي في اذار 2003 والذي اعلن فيه هذا الاستعداد) - اقول ان الاميركان ليسوا بالغباء الذي نتصوره .. فهم يعلمون ان جملة من الامور ستحدث في العراق عندما يخرجون:
ليس اولها وليس اخرها التدخل الايراني بعيار ثقيل في الشأن الداخلي العراقي، وليس اولها وليس اخرها ارتفاع الفساد والتداعيات المصاحبة له على مستوى لم نشهده الى الان مع كل ما يحصل من فساد في ظهرانينا اليوم .. وليس اوله ولا اخره احتمال تقسيم العراق وتحول الحكم الى دكتاتورية من نوع خاص، تنادي بالديموقراطية ونحو عكس تعاليمه ومبادئه تماما ..
**
المشكلة في الواقع انه لا توجد مشكلة الا وضعنا نحن وعدم قدرة القوى السياسية العراقية على تسيير مركبة البلاد باتجاه واحد متفق عليه ..لقد باتت القوات الاجنبية كعامل ملطف لمنع احتكاك القوى المختلفة المكونة للعملية السياسية وهذا بحد ذاته يشكل الطامة الكبرى في العراق اليوم
متى ستتصرف كل القوى السياسية بوازع من ضمير حي فيما يخص الشأن الداخلي العراقي؟ سؤال ليس في الامكان الاجابة عليه اليوم ..
في الاعوام التي امتدت ما بين 2004 ونهاية 2007 كان العراق يسير في نفق الارهاب وكنا نعتقد ان النفق المظلم المميت لا نهاية له او انه بنهاية مغلقة .. وعندما انتهينا جزئيا من نفق الارهاب المنظم على ايدي عناصر وجماعات ومنظمات مختلفة تتخذ من الارهاب نهج لها ، اصطدمنا بواقع اخر املاه علينا الواقع السياسي العراقي الذي ان لم يتعدل سيسير بنا حتما الى ذلك الجدار الاسود والهاوية السحيقة .. وعندها لن تتمكن اية قوة عظمى او صغرى ان تعبر البحار لتخلصنا من الذي سنكون فيه .. لانه ببساطة سنصل الى نقطة ال
Game over
mayadaaskari@gmail.com



السيد علي دواي محافظ ببدلة زرقاء

هذا هو السيد علي دواي الفرطوسي، محافظ ميسان البطلة، نعم، هو الذي يرتدي بدلة زرقاء .. بدلة عمل، لان شعاره هو العمل من اجل ان تصبح ميسان افضل في كل المجالات ..
انشر قريبا مقابلة معه وعن الاهوار ..وميسان .. وما يمكن ان تصبح عليه المحافظة مستقبلا