الاثنين، 27 أغسطس 2012


عندما نترك اثار اقدام غير خضراء مليئة بثاني اوكسيد الكربون على وجه كوكبنا اليوم نصبح مجرمين في حق الجميع 

السياسة تملأ براميل النفط
تحت المجهر
اكسون موبيل مرة اخرى
ميادة العسكري

لدينا مثل عراقي معروف مفاده بالعامية (اللي ما يدندل زمبيله محد يعبيله) اي ان لا احد سيجروء على تخطي حدود غير مسموحة قانونا .. الا اذا كانت هناك جهة ما مستعدة ان تلعب معك وتفتح لك الابواب الموصدة والممنوعة
اكسون موبيل شركة نفط .. ومن اجل الحصول على النفط نجد حكومات وشركات مستعدة ان تخوض في مجاري الدول وان تخرج رأسها من ماء المستنقع لتقول "هل من مزيد" .. فلعبة الحصول على النفط قد تربط بشرايين الدم وباقذر الوسائل .. ولو لم تكن جهاتنا العراقية – بعضها- قد مدت يدها لتتعاقد من اكسون موبيل لما تجرأت اكسون موبيل في ان تتقدم خطوة واحدة نحو هذا الهدف او ذاك .. انه رأي اسوقه بعد ان قرأت الكثير عن هذه الشركة .. ليس لشيء سوى حقيقة ان الكثير من مشاكلنا السياسية اليوم مردها –ظاهرا- الى انعدام قانون للنفط والغاز يعالج كل الخروقات التي تتم على الساحة العراقية بمجملها .. واقول ظاهرا لاننا نعلم ان التوافق السياسي لن يتم في العراق طالما ان الكتل والمجموعات والاقاليم تتصرف وكأن واحدتها عدوة للاخرى وتطلبها بثأر دم عمره قرون طويلة ..
ما علينا .. فموضوعنا اليوم هو اكسون موبيل تحت المجهر

في عام 1999 اندمجت شركة اكسون وشركة موبيل وولدت شركة بعائدات تضع الشركة على الرقم 21 لو ان عائداتها كانت تقدر بالناتج المحلي الاجمالي .. او بكلمات اخرى ان عائداتها مهولة على سلم عائدات حتى الدول عالميا .. وهذا هو سبب سؤالي الاول حول ما اذا كانت اكسون موبيل مدعومة حكوميا ام لا ..
وكما رأينا في العراق فان هذه الشركة تدخل من خلال السياسات "غير النظيفة" في الدول التي تنقب فيها وتستخرج منها النفط والغاز.
اما رئيس الشركة الى عام 2005 فيدعى - لي (ذو المؤخرة الحديدية) رايموند- وهو من المشككين بالتغيير الحراري الذي يجتاح العالم اليوم وصديق لديك تشيني (اي انه ضد اي اجراء باتجاه تخفيض انبعاث غاز ثاني اوكسيد الكربون وارتفاع درجة حرارة الكرة الارضية)
معظم الاسئلة التي كانت تدور في ذهني حول اكسون موبيل وجدت اجوبتها في كتاب ستيف كول الموسوم الامبراطورية الخاصة
- وقبل ان اطرح اسئلتي واجيب عليها من صفحات كول .. لا بد من الاشارة الى ان الكاتب كول كان مدير التحرير في جريدة الواشنطن بوست الامريكية واسعة الانتشار وهو اليوم يكتب في مجلة النيويوركر التي تعتبر اشهر من نار على علم وهو رئيس الجمعية الامريكية الجديدة (مجمع بحثي للدراسات والاستشارات السياسية- اما كتابيه الاخيرين فقد اشبعا موضوع علاقة وكالة المخابرات الامريكية بعائلة اسامة بن لادن دراسة وبحثا وتنقيبا ..
اما في كتابه الحالي (الامبراطورية الخاصة ) فقد اتبع الكاتب نفس اسلوب البحث والتنقيب والاستقصاء والسؤال  عن موضوع شائك ومثير للجدل هو شركة اكسون موبيل وعقودها واريخها وامور كثيرة تخص بنيتها ..

يقول الكاتب ان الشركة من الشركات الكبيرة الخارقة في تقدمها على الاخرين وهي الاكبر والاكثر ربحية كما اسلفنا ما بين شركات النفط الغربية والشركات الامريكية قاطبة وليس النفطية فحسب.
ولكن لغرض ان نفهم اكسون موبيل يجب ان نفهم محدودياتها وحدودها التي لا يسمح لها بتخطيها ..
بدأ عالم الصناعة النفطية بالتغير خلال خمسينات القرن العشرين. ومعها بدأت الديموقراطيات الثرية تبحث عن مصادر جديدة للنفط .. وعندها بدأت حكومات الدول الاكثر فقرا والتي تمتلك النفط بوضع قوانين تحدد كيفية وكمية استخراج النفط وبالتالي بدات باجراءات تشبه تأميم النفط. عندها وجدت الشركات الغربية نفسها غير مرحب بها او ان فتحت امامها الابواب فتحت مع شروط وقوانين تضيق الخناق حول حركتها وحرية عملها في هذه البقعة او تلك .. ببساطة تامة لم تعد الدول المنتجة للنفط ساذجة الى الحد الذي تسلم به ثرواتها النفطية لاي جهة كانت بدون وضع الشروط والقوانين وبدون عائد مادي مجز..
وهكذا .. اصبح هم الشركات من مثيلات اكسون موبايل ان لا يقل عندها مخزون النفط لان سوق المتوفر من النفط لم يعد متاحا وفي متناول اليد كالسابق ..

لقد ادت الحاجة الى ان تبقى براميل اكسون موبيل النفطية ممتلئة  بهذه الشركة الى ان تصبح هي مادة بحثية لدى المستر كول كاتب كتاب الامبراطورية .. وكثيرا ما وجدت نفسها في خضم نزاعات محلية – كما حصل للشركة في العراق عندما داست على الخطوط كلها وتخطت الدستور العراقي لتوقع عقود محظورة قانونا مع حكومة اقليم كردستان ..
وعلى ما يبدو فان اكسون موبيل قد تدخلت ايضا ما بين الحكومة الاندنوسية واقليم اتشي الانفصالي..وفي خليج غينيا المكتظ بعمليات الاختطاف والقرصنة وفي منتصف قلب افريقيا في جنوبي تشاد.
وكثير ما كان المناهضين لمثل شركة اكسون موبيل متعددة الجنسيات يصفونها بانها تضع الدول الفقيرة في زوايا حرجة وتضغط عليها.
ولكن .. في كل من هذه الحالات نجد ان نفوذ اكسون موبايل يتم تحديده بالضبط كما حصل في العراق .. فقد اغلقت مؤقتا ابار الغاز في اتشي لكي تبتعد اكسون موبيل عن ساحة الحرب هناك ..فالحكومة الامريكية انتقدت الشركة النفطية بسبب قربها من الجيش الاندنوسي الذي كان يعذب ويقتل ابناء الشعب هناك ..
وقررت اكسون موبيل ان تنقب عن النفط في تشاد المدقعة الفقر بعد ان وافق البنك الدولي ان يستثمر ويدير الاموال والعائدات النفطية لصالح اهل البلاد.
اما في غينيا الاستوائية فقد قامت اكسون موبيل بالتفاوض بالنيابة عن الدعم الامريكي الرسمي في حين ابقت اسم الشركة في طي الكتمان..

المثير للاهتمام هنا هو ان شركة اكسون موبيل تترفع عن المساعدات الحكومية وتقول بانها غير مهتمة بمصدر للطاقة يتطلب دعم حكومي عام.
ومع ذلك .. فقد طلبت الشركة مساعدة الحكومة في السابق وهي تطلبها متى ما تجد نفسها في مأزق حرج ..

من كل ما تقدم .. من يستطيع ان يلوم اكسون موبيل ان فعلت الاهوال في العراق ام لم تفعل فهي في النهاية شركة نفطية لا يهمها غير موازين الربح والخسارة حتى لو كان ذلك على حساب انتهاء الوفاق السياسي في العراق وانتهاء العملية السياسية بين كتله المختلفة


ونعود ونقول ان المشكلة الاساسية ليست في اكسون موبيل بل فينا نحن



ولولا اكسون موبيل هذه .. لجاءت اي شركة اخرى ووقعت تلك العقود الذهبية القاتلة مع حكومة اقليم كردستان ولبدا الصراع والازمة التي نشهدها اليوم والتي تمثل تلك العقود احدى اعمدتها ..



ولكن .. هل كانت اي شركة نفطية اخرى ستصمد امام مهب الرياح العاصفة التي فتحت ابوابها مثلما فعلت اكسون موبيل؟



ما الذي يجعلها مختلفة عن الاخريات ؟



المختلف في اكسون موبيل انها اكبر من ان لا تدعمها المؤسسة الامريكية برمتها .. السياسية والاقتصادية، فهي قوة اقتصادية عملاقة، تسيطر على مراكز القوة واللوبيات في الولايات المتحدة الاميركية



لقد صدق السيد برهم صالح نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني عندما قال بان الشركات الكبيرة  امثال اكسون موبيل وتوتال وغيرهما لاتتراجع عن عقودها ولاتخضع للتهديد ، وصدق ايضا عندما قال باَن هذه الشركات تعمل في اقليم  كردستان وأن مهمتها تطوير اقتصاد العراق واظنه يقصد اقتصاد كردستان فالفرق بين الاثنين كبير ..


ونفى صالح تجميد عقود شركة اكسون موبيل الاميركية مع الاقليم وقال في تصريح صحفي إن شركة اكسون موبيل مازالت تعمل في الاقليم ..



كلمة اخيرة



عندما نصبح كالبنيان المرصوص يشد ازر بعضنا البعض .. عندها فقط ستقوم قائمة للعراق .. والا فان الدار ليست مأمونة بابوب مخلوعة وشبابيك محطمة ..


الأحد، 26 أغسطس 2012

 
 
 
 
نوم العوافي حبيبي.. ما أدري أضحك لو أتألم!!!
أحدث طريقة للتبريد في صيف جنوني بلغت درجة الحرارة في محافظة البصرة 52ْ في الظل وعليك ان تخمن درجتها في الشمس وسط كهرباء مربوطة على ترفكلايت المرور..

بس يكَلك حتى هذا جذب
ليس محبة في الحكومة ولا دفاعا عنها
ولكن لحقيقة كون : ماكو ولا ترافك لايت عدل بالبصرا


علاوي : العراق والمنطقة فـي أخطر مرحلة والأجهزة الأمنية «فبركت» تسجيلا يظهرني مسيئا للمرجعية الدينية


حوار اجرته ميادة العسكري
رأى إياد علاوي زعيم القائمة العراقية رئيس حركة الوفاق الوطني العراقي في حديث خاص أدلى به لـ"العالم" أمس السبت من دبي، أن العراق ودول المنطقة تمر بأخطر مرحلة في تاريخها منذ الحرب العالمية الأولى، وأنها مقبلة على متغيرات مفصلية لاسيما إذا أطيح بنظام الأسد، محذرا من استمرار حالة الجمود السياسي في العراق التي لا تفضي سوى الى مزيد من التوتر واراقة الدماء، والتمهيد لولادة دكتاتورية جديدة.
ونفى علاوي مضمون التسجيل الذي بث مؤخرا بشأن انتقاصه من المرجعية الدينية في النجف، وامتدح مواقفها الوطنية، متهما أجهزة الأمن بـ"فبركة" التسجيل. كما نفى "الاقاويل" التي تفيد بتمزق قائمته بسبب تعدد الرؤى واختلاف وجهات النظر فيها مع أنها وصفها بـ"الطبيعية".
في الأثناء أشاد علاوي بثبات مواقف زعيم التيار الصدري، ولم ينف وجود ضغوط أميركية بشأن التنازل عن مشروع سحب الثقة من رئيس الوزراء نوري المالكي. وفيما اعتبر الولايات المتحدة من معارضي المشروع، اتهمها بالاصطفاف مع ايران في سلب حق قائمته بتشكيل الحكومة الحالية.
وكذب علاوي الحديث عن تخلي قائمته عن طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية الهارب، لأنه لم يحاكم بعد ومن المحتمل ان تتم تبرئته، رافضا اطلاق صفة "لاجئ" في تركيا عليه.
وفي الحديث الخاص مع "العالم"، قال علاوي ان "العراق والمنطقة يمران بأخطر مرحلة في تاريخهما المعاصر"، وعدها "أخطر مرحلة بعد الحرب الكونية الاولى، إذ أن الخطر لا يكمن في سبب واحد، وإنما في مجموعة اسباب داخلية تتعلق باخطاء تاريخية، وأخرى خارجية"، مبينا أن "المشهد السياسي في المنطقة آخذ بالتغيير، بما في ذلك المشهد العراقي، خصوصا بعد زوال النظام السوري الذي لا نعرف كيف ومتى سيزول".
وجدد علاوي تحذيره من "استمرار الحال على ما هو عليه في العراق"، منبها الى أنه "سيؤدي الى مخاطر جدية تجلب المزيد من التوتر وإراقة الدماء، وتسهم في نشوء دكتاتورية جديدة".
وأشار الى أن "توصيف ما يحصل بأنه أزمة أمر غير دقيق، فالتغيير الحاصل والمتوقع هو أعمق وأخطر بكثير، كما ان اختزال ما يحصل في العراق بانه أزمة بين طوائف او كتل سياسية، إنما هو تبسيط لحجم الكارثة التي يمر بها العراق والمنطقة".
وذكر رئيس حركة الوفاق الوطني العراقي "لعلي أشير هنا الى بعض المسائل الحيوية كي لا يحصل انفلات اكثر مما هو حاصل الان، إذ أن أهم القواعد الحيوية تكمن في الحفاظ على مفهوم الدولة". وأوضح أن "عناصر الدولة هي السلطة ومؤسساتها والشعب بكل اشكاله والوحدة الجغرافية للبلاد وما تحوي من ثروات"، مشددا على "أهمية المحافظة على التوازن الاقليمي والعالمي".
وأضاف زعيم القائمة العراقية ان "السلطة كمكون اساسي من مكونات الدولة ينبغي ان تقوم على الشرعية (التي تتكون من الدستور والتفويض وكيفية استلام الحكم)، وكذلك على المشروعية (وتعني مجموعة القوانين المستمدة والمعتمدة على الشرعية في حماية المواطنين والاستجابة لهم والى مطالبهم)".
وعن التسجيل الذي انتشر مؤخرا ويظهره وهو ينتقص من المرجعية الدينية في النجف، ووجود تسجيلات أخرى تخص اعضاء في القائمة العراقية، نفى علاوي صحة مثل هذا التسجيل، قائلا "انا لا ابني اجوبتي على اشاعات واقاويل"، وأضاف "هناك تسجيلات غير واضحة الكلام ارسلتها اجهزة امنية استحوذت على موجودات مسكن طارق الهاشمي، ونسبت لي ولآخرين في القائمة"، موضحا أنه "تم تحويل كلمتين او ثلاث بشكل مفبرك ومقصود وبتلاعب، إذ أن ما قيل في الواقع كان ثناء على المرجعية لموقفها النبيل من الوحدة الوطنية وعدم قبولها بالطائفية السياسية، هذا هو ما ذكرته وموجود في التسجيل، وهذا دليل على ان هذه الاجهزة (الامنية) مسيسة وتصنع المعلومات والكلمات بشكل غير مستساغ وموجه لخدمة جهات معينة".
ونفى علاوي وجود معارك حقيقية بين أقطاب القائمة العراقية يمكن أن تؤدي الى تمزيقها، مكذبا "وجود تصريحات متناقضة ومسيئة، إذ لدينا ناطق رسمي باسم العراقية، أضف الى ذلك ان اختلاف الافكار والاراء وتعدد وجهات النظر حق طيبعي". واتهم الاعلام الناقل بـ"المسيس".
وبشأن التغير الذي طرأ على موقف السيد مقتدى الصدر مؤخرا فيما يخص مشروع سحب الثقة من رئيس الوزراء نوري المالكي، أكد علاوي في حديثه الخاص مع "العالم" أمس، أن "سماحة السيد مقتدى ملتزم، وهو رجل بمعنى الكلمة، ولم يتخل عن اي موقف على الاطلاق".
وبخصوص وجود ضغوط أميركية لثني القائمة العراقية عن مشروع سحب الثقة، ذكر علاوي أن "الاميركان كانوا ضد سحب الثقة، كما كانوا متوافقين مع ايران على منع العراقية من الحصول على استحقاقها الانتخابي، لكن هذا لا يعنينا، فنحن عراقيون وقراراتنا وطنية باستحقاق كامل، وهذا هو ما ميز اجتماعي اربيل والنجف الاشرف".
وعن احتمال تخلي العراقية عن نائب رئيس الجمهورية الهارب من العراق طارق الهاشمي بعد ان اعلنت تركيا منحه اللجوء السياسي، نفى ذلك، مشيرا الى أن "الهاشمي ضيف على تركيا وليس لاجئا، وهو متهم ليس الا، ولم يحاكم بعد، كما يمكن ان تبرأه المحكمة"، معلقا على نشر اعترافات مقربين من الهاشمي عبر وسائل الاعلام بأنها "اول مرة منذ عهد النظام الدكتاتوري السابق نرى ان الاتهامات والمحاكمات تتم في الوسائل الاعلامية، وليس في أروقة المحاكم التي تتفيأ بظل قضاء نزيه".
وفيما اذا كان تصريح عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية السابق حول ضرورة اعادة النظر كليا بالعملية السياسية مبنيا على تنسيق مسبق معه، نفى علاوي "وجود تنسيق سياسي بهذا المعنى"، مشيرا الى أن "السيد عادل عبد المهدي رجل قدير وسياسي ومعارض صلب ضد الدكتاتورية وقارعنا نظام صدام سوية لأكثر من 30 عاماً، وانا اتفق (رغم أني لم اسمع بتصريحه هذا) مع ما ذكره بضرورة اعادة النظر بالعملية السياسية". وأكد أن "هذا الكلام يدور بين ساسة العراق الوطنيين الذين تعرضوا للظلم في عهد صدام".
وبشأن استهجانه انتقاد حكومة المالكي لزيارة وزير الخارجية التركي داوود اوغلو الأخيرة الى كركوك، أوضح علاوي "انا قلت أن هناك مسؤولين من دول اخرى يقومون بزيارات مستمرة للعراق من دون اذن وزارة الخارجية او السفارات العراقية المعتمدة في بلدانهم، وأن أوغلو حسب معلوماتي زار العراق ولديه سمة دخول رسمية".


الجمعة، 24 أغسطس 2012







  من وحي حريم السلطان وأحلام الرجل المريض
             ميادة العسكري  
  عندما يعترض شخص على سلوك آخر معه، نقول له: لنقلب الكراسي! ترى هل ستقبل تركيا ان نعاملها مثلما تعامل هي الحكومة المركزية في العراق؟ هل يسمح لـ (س) أو (ص) من المسؤولين العراقيين زيارة "أتراك الجبل"، وهو الاسم التركي لأكراد تركيا بدون موافقة انقرة؟
لنقلب الكراسي ونضع الله نصب أعيننا قبل أن نجيب.
هكذا اذن تنتهك الحرمات بين الجيران، وهكذا على ما يبدو يريدها الاتراك، فلا لبس ولا جدال في انهم ما انفكوا عن اعتبار العراق ولايات ثلاث عثمانية، وسناجق وتبع لامبراطورية ما عادت موجودة الا في اذهانهم. والا فكيف نستطيع ان نفسر طريقة تعامل الحكومة التركية مع العراق منذ سقوط نظام البعث في العراق الى اليوم؟
لا استطيع ان افكر في الاعتراض على كل ما جاء في حديث السيد رئيس وزراء العراق خلال مقابلة تلفزيونية، وانتقاده لتعامل تركيا مع اقليم كردستان العراق على انه "دولة مستقلة"، ولا استطيع الا ان ادعمه عندما ذهب ابعد من ذلك، واتهم تركيا بالتدخل في شؤون العراق الداخلية، وهو محق فيما ذهب اليه.
ولو استدركنا قليلا وفكرنا، لأدركنا أن (لون) التدخل لا يكون الا بطيف الالوان التركية هذا!
إنهم يدكون قرانا الحدودية بالطائرات والمدفعية الثقيلة، بدون ان يفكروا في الجلوس دبلوماسيا مع اركان الحكومة العراقية، لإيجاد حل للمعضلة التي لا ينبغي ان تصل معها الامور الى القصف والتدمير. وإنهم يقطعون ماء النهر وكأن لا مواثيق دولية تحدد تصرف الدول بالمياه التي تنبع او تمر بأراضيها، وكأنها دولة لا علاقة لها بالأمم المتحدة ومواثيقها.
ثم إنهم يفتحون الباب أمام من سببوا مشاكل للحكومة العراقية، ولا تكتفي بذلك بل تتشدد لهم غير عابئة بعلاقات حسن الجوار مع العراق. فحتى لو كان طارق الهاشمي بريئا من كل ما نسب إليه، ألم يكن من الأوفق أن تقوم الحكومة التركية بإرسال مندوب عنها لرئاسة وزرائنا، لمحاولة تنقية الأجواء ولعب دور الوساطة و"لخاطرنة"؟
أتفق مع المالكي في ان اي دولة تريد ان تقيم علاقة مع العراق، فيجب ان تكون علاقتها تلك عبر بوابة العراق الشرعية، وليس عبر النوافذ والابواب الخلفية.
يصرح مسؤول كردي رفيع المستوى قائلا ان وزير خارجية تركيا داود اوغلو زار كردستان العراق بتأشيرة دخول عراقية للشخصيات الدبلوماسية، ولم تحدد له الحكومة زيارة مدينة دون اخرى، ونحن نعتبر كركوك مدينة عراقية حالها حال المدن الاخرى، ولا مبرر لبغداد لخلق المشاكل حول هذه الزيارة، وهذا نهج خاطئ من قبل بغداد، ونحن نسأل: لماذا لا يحق له زيارة كركوك؟
هذا التصريح جاء على خلفية زيارة قام بها أوغلو في تموز الماضي إلى كركوك، قادما من أربيل، وذلك من دون موافقة السلطات الاتحادية العراقية.
تحملوني قليلا ولنطرح على المسؤول الكردي الموقر عددا من الاسئلة، لعلها تبين موضع الخطأ:
هل كركوك تابعة لإقليم كردستان؟ هل يحق لأي مسؤول أجنبي ان يدخل الى العراق عبر كردستان، ويذهب الى الحلة – على سبيل المثال – من دون موافقة الحكومة المركزية؟ لماذا قامت حكومة الاقليم بالقاء القبض على 3 او اكثر من السياح الالمان الذين دخلوا الى كردستان العراق عبر تركيا، بدون تأشيرات دخول؟ وان وجد الاقليم ان مسألة القاء القبض على السياح الالمان امر طبيعي وقانوني، لانهم دخلوا البلاد عبر ما يصطلح عليه بالعامية باسم (القجغ)، ألم يكن من الاجدر ان يلقى القبض على كل من يدخل العراق من دون تأشيرة رسمية صادرة عن المركز؟
سأل المسؤول الكردي "لماذا لا يحق لاوغلو زيارة كركوك"؟ والجواب بسيط، إذ أن أوغلو والسياح الالمان تجري عليهم احكام القانون العراقي نفسه، من دون تفريق. لكن السؤال الأهم هنا يقول: هل يقصف الأتراك أهالي الديوانية والهاشمية وسوق الشيوخ وعين التمر والأخيضر، أم أن القرى المهدمة فوق رؤوس أهلها كردية بحتة؟ وما حكاية الكيل بمائة مكيال؟ وكيف ترحبون بأرفع المسؤولين الأتراك، وبعض ممن قصفت قراهم ما يزالون يبيتون في الخيام؟ ترى "ماكو حوبة للدم الكردي؟"، أم أن المصالح وغيرها قد أعمت البصر والبصيرة؟
المشكلة تكمن في ان الاتراك انتجوا مسلسلات تاريخية، وصدقوا أن حكامهم سلاطين ونسوا ان "سليمان ابو حريم السلطان"، قد قضى نحبه قبل اكثر من 500 عام، والمشكلة الاكبر ان بعض ساسة العراق ما زالوا يعيشون أجواء "الحرملك" تلك ايضا.

الأحد، 12 أغسطس 2012





دبي - ميادة العسكري / العالم
 نفى الناطق باسم الحكومة علي الدباغ أمس الأربعاء، حسم الكتل البرلمانية خلافاتها 
 السياسية عقب اجتماع ضمها برئيس الوزراء نوري المالكي، أكد أن الترشيق الحكومي ليس في حسابات الكتل بالوقت الحاضر. 
وفيما قلل الناطق باسم الحكومة من أهمية تشريع أي قانون للنفط والغاز، بسبب اصرار اقليم كردستان على التفرد في توقيع العقود، والاستمرار بتهريب النفط، وقبض العائدات بعيدا عن الحكومة الاتحادية، متهما تركيا وايران بتسهيل مثل تلك الأعمال.
وفي سياق اخر، ذكر ان العراق يتعامل مع اللاجئين السوريين كضيوف، وأكد ايواءهم في مبان وليس مخيمات كما هو معمول به في الاردن وتركيا، وأنه تم تقديم كافة المساعدات اللازمة، معتبرا أن صفة الارهاب التي تقترن بعناصر منظمة "مجاهدي خلق" الايرانية المعارضة، تمنع دولا أخرى ترغب باستضافتهم.
وفي الوقت الذي رفض فيه ادعاءات بعض وسائل الاعلام الغربية والعربية التي تشير الى وجود سجون سرية، اتهم منظمة هيومن رايتس ووتش بارتكاب خطأ كلفها الكثير من سمعتها، عندما زارت وسائل الاعلام المكان، ووجدته مهجورا منذ أكثر من سنة.
ففي مقابلة خاصة مع "العالم" أمس الأربعاء، نفى الناطق باسم الحكومة علي الدباغ، "الاتفاق على ورقة مشتركة بين الكتل السياسية عقب لقاء قادتها الأخير برئيس الوزراء نوري المالكي"، موضحا أن "الاجتماع كان تداوليا، وتم خلاله التبادل في وجهات النظر، إذ أن مثل هذه الاجتماعات ترطب، وتزيل الكثير من الاحتقانات السياسية".
وبين الدباغ أن "رئيس الوزراء استعرض خلال اجتماعه برؤساء الكتل، الوضع السياسي وتقييم التحديات الداخلية الضاغطة على الوضع، إضافة الى الوضع الإقليمي الذي يقلق العراق ويستدعي معه توافقا سياسيا بحده الأدنى على الأقل، فضلا عن الرؤية المشتركة للإصلاح السياسي، واستمع منهم لتصور الكتل المختلفة عن الآليات لتجاوز الوضع"، نافيا "أي ترشيق محتمل للحكومة، إذ أن الجهود تتجه حاليا لمعالجة الوضع السياسي، وترميم تداعياته التي وصلت الى حدود غير متوقعة، وليس ضمن أولوياتها ذلك".
وقلل من أهمية تشريع قانون النفط والغاز في حل التوتر القائم مع اقليم كردستان، قائلا إن "القانون لن يقدم حلا سحريا مع رغبة الاقليم بتوقيع منفرد على عقود نفط، والاستمرار وعمليات تهريب للنفط وقبض العائدات بعيدا عن موافقة الحكومة الاتحادية، وهذه مخالفات لا تبني دولة شراكة"، مستغربا من "وجود دول مثل تركيا وايران تساهم في هذا الأمر، وهي دول مسؤولة عن مثل هذه الممارسات، وتعكس الخلاف السياسي الكبير الذي يحيط بالوضع في العراق، وهذا ما لا يمكن نكرانه، إذ يحتاج لمعالجة سياسية تحافظ على ثروة كل الشعب العراقي، والتي لا يجوز لجزء ان يتصرف بها بمفرده، ونأمل من قدوم وفد من الإقليم أن يحل جزءا مهما من هذه الملفات العالقة".
وحول ملف اللاجئين السوريين في العراق، أكد الدباغ، أنه "ملف انساني، ويفرض علينا واجبا ومسؤولية تجاه أشقائنا السوريين، وهو جزء من رد الجميل لشعبنا الشقيق، وإننا نتعامل معهم كضيوف، حيث تم ايواؤهم في مبان، لا مخيمات كما هو معمول به في الاردن وتركيا، وقدمت الدولة من خلال مؤسساتها وكذلك الأهالي، كل المساعدات الممكنة لهم"، متوقعا "عدم قدوم أعداد كبيرة من الضيوف السوريين، بسبب عدم وجود مدن آهلة كثيرة على الجانب السوري، وهذا ما تحدثنا عنه في البداية".
وأضاف أن "معظم الذين قدموا وعددهم أقل من 5 آلاف فرد هم أقارب لعراقيين، وفي كل الأحوال، علينا أن نؤدي ما علينا من إلتزام انساني، وقد قمنا بفتح نقطة القائم وهي مغلقة رسميا، وتعاملنا معهم بايجابية، وسجلنا اسماءهم بناء على الاوراق الثبوتية التي يحملونها دون الحاجة لتأشيرات دخول، وقدمنا لهم كل المساعدات الممكنة عند وصولهم، ريثما تم نقلهم لأماكن سكن أفضل".
وبشأن تزايد نشاط القاعدة في الاونة الاخيرة، ذكر الناطق باسم الحكومة ان "القاعدة ما تزال تشكل خطرا أمنيا على العراق، ولاسيما مع وضع سوري منفلت ومحفز لهذه التنظيمات كي تستعيد نشاطها، ولذا فنحن قلقون من تنامي حركة القاعدة على الحدود السورية، وهذا يشكل خطرا كبيرا على المنطقة وعلى العراق خصوصا"، متوقعا "بقاء ملف القاعدة ساخنا، لا في العراق فحسب، بل في كل المنطقة، حيث أن هناك مستقبلا محفوفا بالمخاطر".
وتابع "تنظيمات القاعدة تحاول أن تتحرك لتثبت انها ما تزال فاعلة، ومحاولات تهريب السجناء (الأخيرة) كانت مرصودة بكفاءة، وتم نصب كمائن قوية لهم في معسكر التاجي، وتم القاء القبض على مجموعة كبيرة منهم".
وعن إمكانية استضافة عناصر منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة من قبل بلدان اخرى مهتمة بهم، أشار الناطق باسم الحكومة الى أننا "طالبنا دوما المجتمع الدولي بمساعدتنا في التخلص من هذه الجماعة، لكن بعض الدول تواجه مشكلة قانونية في استقبالهم، بسبب توصيف الجماعة بالارهابية، حيث تحاول هذه الدول رفع هذا التوصيف عنهم ليتسنى لها استقبالهم وقبولهم بصورة قانونية".
وأوضح "تعاملنا مع هذه المنظمة بكل المعايير الانسانية، وصبرنا كثيرا على العديد من تجاوزاتها، ولا بد من أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاهها، ونتمنى على الولايات المتحدة الاميركية ان تستوعب العدد الأكبر، لا أن تكتفي بابداء النصائح والقلق"، منبها الى أن "موضوع نقلهم الى المخيم الجديد هو اتفاق بين الحكومة والامم المتحدة، والتزمنا بكل بنود الاتفاق".
وحول موضوع الاعدامات السرية والسجون السرية التي تطالعنا بها وسائل اعلام غربية، نفى الدباغ، "وجود أي سجون من هذا القبيل، إذ لا يمكن إخفاء أي معلومة في ظل وضع غير متماسك، والجميع حر في الحديث عن أي شيء بحالة قريبة من الفوضى، ومع الأسف فان منظمة هيومن رايتس ووتش قد ارتكبت خطأ كلفها الكثير من سمعتها عندما ادعت ان هناك سجنا سريا في المنطقة الخضراء، حيث زارت وسائل الاعلام هذا المكان، ورأته مهجورا منذ أكثر من سنة وأبوابه مخلعة، ومع الأسف تعتمد هذه المنظمة والتقارير الأخرى أيضا على شهادات داخل مكاتب أو تقارير اعلامية بعيدة جدا عن الحقيقة، وكنت أتمنى أن تكون المعلومات من مصادر موثوقة وزيارات ميدانية، لتساعدنا على متابعة هذه الخروقات في مجال حقوق الانسان والتي لا ننكر وجودها ولكنها ممارسات فردية نعاقب من تثبت عليه عقابا شديدا، ولا يخلو بلد في العالم منها".
وأسف من "حصر مفهوم حقوق الانسان في من يرتكب الجرم ويتم نسيان الضحية، التي لها حق الحياة وتتعرض لذئاب بشرية تفترسهم، من دون مراعاة حقوقهم".


http://www.youtube.com/watch?feature=endscreen&NR=1&v=9l-B5wGlvG8

والله ما طلعت شمسٌ ولا غـربـت ...    إلاّ وذكـرك مـقــرونٌ بأنفــاســي
ولا شـربتُ لذيذ المـاء من ظمـأ ...    إلاّ رأيتُ خيـالا منـك فـي الكـأس
ولا جلسـتُ إلـى قـوم أحـدثـهـم ... إلاّ وكنتَ حديثي بيـن جـُلاســـي
ولا ذكــرتُـك محزونًا ولا فـرحًـا ... إلاّ وأنـت بقلبـي بيـن وِســواســي
ولو قدرتُ على الإتيان جئتُكُـمُ ...        سعيًا على الوجه أو مشيُا على الرّأس
تُذيبني في معاني الحبّ مشرقة ...        فينجلي عندها ذوقـي وإحساسي
ونظرة يارسول الله تغمرني ...            نورًا فينمـاع مـنـهـا قـلبــيَ القــاســي
فما أزال أرى الأحباب قد مُلئت ...        كؤوسَهُـمُ وأرانــي فـارغ الكـأس
ومـا تــعـجـّلـتـهـا إلاّ عـلـى ظـمـأ ... أكاد أحصي لظـاه بيـن أنفاســي
ومـا طـمـعـتُ بـها إلاّ لأنّـكـم ...             قد جُزتم في سماء الفضل إحداسي
رأيتُ إحسـانـكـم كالغيث منتشرا ...               يسقى به سائر الأنعــام والنّـاس
فكان ظني بكم ان تدركوا دنفا ...                     من قبل أن يتهـاوى بيـن أرمـاس
ويا فتى الحيِّ إن غنَّيْتَ لي طربًا ...                  فغنّـي وارحـمـنـا مـن قلبك القاسي
مالي وللنّاس كم يلحنوننا ســفهًـا ...             دينـي لـربّي وديـن الـنـاس للنّــاس