الثلاثاء، 26 أبريل 2011






قبل ان يفتر الديلكو، أسئلة بحاجة الى اجابة

خاص بالمعمعة: ميادة العسكري



كان في طريقه من واشنطن الى بغداد .. بعد ان امضى هناك بضعة اشهر .. فهو من ضمن مجموعة مهمة ستبقى في العراق، في حال انسحبت القوات (نقول في حال، لان المسألة لم تحسم لحد الان) بعد ان تم تأهيله من العمل العسكري الى العمل الدبلوماسي ..
قال لي .. لا تتفاجئي ببدلتي المدنية
سألته: سافيل رو؟
قال لا ، مجرد بيير كاردان بلون نيلي داكن وكرافات (بايمباغ بلهجتنا العراقية)
أتممت له قائلة: احمر .. او نيلي لامع .. الكليشة العراقية التي تعلمتموها بسرعة ..
قال: لا، نحن لا نستطيع مجاراة سياسييكم، فاربطة عنقنا لا تتجاوز البضعة مئات من الدولارات في احسن الاحوال واترفها.. اما اربطتهم فتتجاوز الاف الدولارات من غوتشي ولانفان وايف سان لوران وغيرها من بيوت الازياء العالمية..
قلت : وماذا عن اللذين لا يرتدون الكرافاتات؟
قال بسرعة: تعوضها الخواتم الثقيلة التي صار فيها الماس يؤطر الشذر طالما ان المعدن الذي يلامس الجلد ليس بذهب اصفر
قلت وانا اهز راسي تعجبا : يا خوية الا جنبي ..هناك ملايين من العراقيين في الداياسبورا –المنفى- لم يصلوا الى درجة اختصاصك بنا
قال: نعم صار العراق اختصاص وانا افتخر بمعرفتي بأهل العراق الطيبين
كان جادا فيما يقول ..
عرفت هذا الدبلوماسي الجديد –العسكري القديم – من اليوم الذي تمت فيه محاولة اغتيال عماد العبادي.. في يومها اتصل بي احد الاخوة من بغداد وقال .. عماد بين سيطرتين على الارض ينزف دمه وانا احاول الاتصال بفلان الا ان شبكاتنا كما تعلمين.. معطلة .. قلت ما المطلوب ؟ قال اتصلي بفلان وقولي له ان عماد ينزف حياته على قارعة الطريق .. ليفعل شيء ما ، لينقلونه او .. لا ادري ..ليتحركوا ..
في يومها كان ضغط العمل في الجريدة لا يطاق .. اخذت هاتفي بالقرب من ماكنة القهوة وطلبت الرقم الذي ارسله لي الصميدعي.. تصوروا حكومة لا تستطيع تامين خطوط هاتفية خلوية داخلية والاسهل ان تتصل باحد معارفك خارج البلاد ليتصل بشخص اخر ربما لا يبعد عنك الا ربع ساعة بالكثير ..
في يومها .. قام الرجل بالواجب ..
**
قال: لا تروق لي الطريقة التي يتم بها التفاوض مع الامريكان بشأن تمديد بقاء القوات لاسباب كثيرة
اولا: المفاوضات مكشوفة ولا تتسم باي نوع من السرية، غيتس ومولن ولجان من مجلس الشيوخ الامريكي .. امور غريبة عن الطريقة التي تتم بها مثل هذه المفاوضات .. لم يحصل من قبل ان كانت الصحافة حاضرة في مثل هذه الامور التي تتعلق بمقدرات هذا البلد او ذاك
ثانيا: نوري المالكي ..
قاطعته وقلت رجلكم في الساحة
قال ..لا، انتم من انتخبه وانتم من يتحمل تبعة الانتخاب ووجوده ربما درس لكم جميعا بما يمكن ان يفعل الابهام البنفسجي .. مطلوب منه ان يكون اكثر شفافية وان يصارح العراقيين بحال الجيش والتسليح وما ستكون عليه القوات المسلحة العراقية في نهاية هذا العام ان انسحب الجيش الامريكي فعليا
كلامه صحيح، فالى الان لم يتحدث المالكي بخصوص الامور التالية بالصراحة المطلوبة:
· مدى جاهزية وأهلية القوات العراقية للدفاع عن مصالح الشعب وأمنه واستقراره من التحديات الكبيرة الداخلية والخارجية؟
· وهل الجيش العراقي مؤهل لمواجهة هذه التحديات أم لا يزال بحاجة إلى المساعدة؟
سالته: ولم في رأيك لم يقم المالكي الذي يمتلك مفتاح هذه الاسرار بدلو ما في جعبته بصورة ديموقراطية (كنت اضحك في سري عندما ذكرت الكلمة الاخيرة فآخر صفة يمكن ان نطلقها على هذه الحكومة او رأسها هي الديموقراطية)
قال كيف يدلو بدلوه بعد تصريحات ايران الاخيرة التي تشير الى امكانيتها وقدرتها على ملء الفراغ في العراق ؟
استرسل قائلا: هناك قلق حقيقي حول التصريحات التي تنادي بإعادة الحياة إلى جيش المهدي وإن هذه المليشيات مستعدة لممارسة دورها العسكري من جديد .
نعم، دواء المالكي هم جماعة سماحة السيد مقتدى الصدر .. فهو مطلوب بدم لهم .. طعنهم في الخلف بعد ان دعموه .. ولكن هذه المرة لن تسلم الجرة ..
قال: هل انتِ مع تفعيل الجيش؟
قلت: انا مع العراق ومصلحة العراق .. وبصراحة تامة اريد ان ارى العراق في حال افضل .. وانت ترى الحال ..الأجواء السياسية بين الكتل مسمومة، والى اليوم بعد اشهر واشهر واكثر من عام على الانتخابات ليس لدينا وزير للدفاع او للداخلية وكأن رئيس الوزراء يخشى من تسميتهم لسبب ما .. الأجواء هذه تدفع باتجاه تأزم محتمل للوضع في العراق في ظل التوتر الاقليمي، سوريا من ناحية واليمن من ناحية اخرى وشرارة السخط التي انطلقت في العراق
اكثر الامور التي اصابتني بالحيرة والاحباط تصريحات المالكي بخصوص القوات المسلحة والاجهزة الامنية عندما قال بانه ربما توجد لدى الجيش نواقص في مجال الدفاعات الجوية والبحرية ومنظومات المراقبة، لكن سياستنا المبنية على عدم التدخل في شؤون الآخرين وطبيعة الظروف التي تمر بها المنطقة تجعلنا مطمئنين إلى أن خطتنا في تنمية دفاعاتنا وتجهيز قواتنا المسلحة، ستكون كافية لتأمين حدودنا من الاعتداءات، وأنّ خططنا في هذا المجال ستمضي بسرعة.
كيف يمكن لقائد امة ان يتكلم بهذه الطريقة؟
كلنا نعلم ان لا نواقص في الدفاعات الجوية لان الدفاعات الجوية غير موجودة من الاساس.. كان يجب ان يقول بان لا دفاعات جوية ..ومنظومات المراقبة مخترقة والامن الداخلي على كف عفريت اسمه الكاتم الذي تم استيراد صفقة منه لوزارة الداخلية!! وفي حال غياب القوات الامريكية، سينقص العراق المعلومات الاستخبارية التي يقوم بها الامريكان ولا يقوم بها العراقيين بدون دعم من الاخوة الاعداء ..
نحن بحاجة الى تسمية الامور بمسمياتها وان نتوقف عن دفن راس الناس في الرمال ..
اتمنى من كل المسؤولين العراقيين ان يكونوا بصراحة بابكر زيباري رئيس اركان الجيش عندما قال بان لا جاهزية للجيش العراقي قبل عام 2020.
في كل لعبة شطرنج، نفكر بالخطة الاساسية والاكثر ذكاءا من اللاعبين يفكرون بالخطة والخطة البديلة والخطة البديلة للبديلة .. وكذا الامور في الحياة
السؤال هو: اليست هناك خطة بديلة للموقف العصيب الذي نحن فيه اليوم؟
وعندما وقع البرلمان على الاتفاقية الاستراتيجية الامنية مع الامريكان، هل كانت الحكومة والبرلمان على ثقة تامة بان الجيش العراقي سيكون في حال من الجاهزية تسمح له ان يدافع عن العراق ويحمي امنه في نهاية 2011؟
الم يفكر احدهم بخطة بديلة؟ الا نستحق كشعب خطط بديلة لكل الاداء السيء الذي نتحف به يوميا
وسؤالي الازلي : الا يكسر العراق خاطر احد في هذه الحكومة المنتخبة؟
**
على صانع القرار العراقي ان يمد يده في "جراب الحاوي" وان يبدع حلا سريعا للغاية .. واتفاق وفق خطوط جديدة ومبتكرة.. فقد قالها رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة مايكل مولن عند اخر زيارة له للعراق عقب محادثات مع المالكي في بغداد " يجب تجنب الوصول لمرحلة اتخاذ قرارات لا يمكن الرجوع عنها بشأن العمليات والإمداد خلال أسابيع" وتحدث أيضا عن إمكانية "نفاد الوقت" اللازم لإجراء محادثات بشأن القوات الأميركية.
ولسنا بحاجة الى ان نقرأ بين السطور لنفهم بانهم ان خرجوا، فلن يعودون حتى لو صار العراق كله اقليم غرب ايرانستان ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق