الثلاثاء، 26 أبريل 2011






هل سنصل الى مرحلة ال Game over

كتابات - ميادة العسكري

ضحك سعود مليء شدقيه وقال لي وهو يقف في مهب عاصفة ترابية في الناصرية حيث تمركز عمله قبل ايام .. " كلها تتعلق بالباتش المثبت على ردن العسكري الامريكي "
سألته: باج ام باتش
قال باتش
Patch
اي الرقعة المصنوعة من القماش والتي تحمل رقم الوحدة وتفاصيل اخرى تتعلق بالوحدة العسكرية الامريكية
قلت كيف تتعلق بالباتش هذه ؟
قال رحمة على ابيّج، الرقعة مثبتة بلاصق من القماش المحزز، بالامكان ان تنتزع وتثبت مكانها رقعة تشير الى انتماء هذا العسكري الى فيلق العمليات النفسية او الهندسية او حتى فيلق الشواذي
قلت كلامك معقول ولكن كيف سيتم الالتفاف حول الاتفاقية عندها طالما ان المجند الامريكي لا يزال على الارض؟
قال: الاتفاقية الامنية تنص على خروج الوحدات المقاتلة فقط، نقطة راس سطر، ولم تتحدث عن وحدات الاسناد النفسي او الاعمال او الوحدات الهندسية .. لذلك يمكن لكل ال 47 الف جندي الموجودين الان على الارض ان يتحولوا بلمح البصر الى رجال هندسة وخبراء نفسيين ورجال اعمال
**
نظريات المؤامرة كثيرة، الا ان نظرية ابن اختي المندائي سعود تبدو كسهم اصاب عين الهدف ..
لم لا؟
فالسؤال الذي تجيب عليه نظرية سعود يتعلق بمجيء الامريكان والانكليز الى العراق .. فان هم قد عبروا البحار ووضعوا رحلهم وفقدوا كل هذه الاموال والدماء والابناء والبنات والمعوقون والمعوقات والمنهارون نفسيا والمنهارات من الذين صارت حتى مستشفى آرثر ريد في اميركا تقلص من فترة بقائهم فيها ..ان فعلوا كل ذلك، فهل فعلوه للبقاء ك "خطار" ليومين ونصف في العراق ومن ثم ينسحبون وفق اتفاقية وضعت ليتم الالتفاف حولها بسهولة او صعوبة؟
**
التقيت بالجنرال جيمز اوستن لويد الثالث قبل التاسع من نيسان في بغداد
وكان مربط الفرس عندي كانت اجابته على السؤالين التاليين:
هناك تقارير في اجهزة الاعلام مفادها انك مع السفير جيمز اف جفري تبحثان عن النصح والمشورة حول الطرق الخلاقة لابقاء الجنود الاميركان في العراق. ما مدى صحة هذه التقارير؟
قال الجنرال اوستن: كلا، انا لا افعل ذلك. وعلى اية حال فالسفير جفري وانا نلتقي بالقادة العراقيين بصورة دائمة لبحث القضايا الدقيقة التي يجابهها العراق في مجال الامن والنمو الاقتصادي والحكومة الديموقراطية.
ان اي قرار يخص استمرا بقاء القوات الامريكية في العراق لفترة ما بعد 2011 يجب ان يبدا بطلب رسمي من قبل الحكومة العراقية وبدء المفاوضات مع صناع السياسة في الولايات المتحدة.
الى يومنا هذا، لم نستلم مثل هذا الطلب من الحكومة العراقية. ان التواجد الاضافي للقوات الامريكية على ارض العراق سيعني تعديل رئيسي لمسار الخطة التي نسير عليها حاليا، والتي ستنتقل بنا الى صفر عدد من القوات العسكرية الامريكية – فكلما اسرعوا بتقديم الطلب، كلما كان ذلك افضل.
ولكن هل نحن مستعدين لمثل هذا الانسحاب اليوم؟
سألت اوستن: لماذا تم الغاء صفقة طائرات الاف 16 بين الولايات المتحدة والعراق؟ هل تدخل الايرانيون او الاكراد في هذا القرار؟
اجاب الجنرال اوستن قائلا: ابدى القادة العراقيين حماسة كبيرة على شراء طائرات الاف 16 وكنا نعمل على ترتيب تفاصيل العقود. القادة العراقيون يعرفون ان طائرة الاف 16 هي افضل الطائرات متعددة الاداءات والقدرات العملياتية والكثير من الدول المجاورة للعراق تمتلك مثلها. ولكن نتيجة لمحدوديات الميزانية قررت الحكومة العراقية ان تصرف الاموال في ميزانيتها على الحاجات الاساسية للشعب العراقي عوضا عن شراء الطائرات في هذا الوقت. وكلنا نعلم انه من دون هذه الطائرات المقاتلة، لن يكون للعراق قابلية لحماية اجوائها ما بعد 2011 والقادة العراقيين يعرفون هذه الحقيقة.
نعم، لا قدرة لنا لحماية اجوائنا لان ميزانيتنا لا تسمح!!! ولكن ميزانيتنا تسمح لامور اخرى مثل فضيحة بناء المدارس الايلة للسقوط والتي لم يمض اشهر على بنائها .. وتسمح لاستيراد الزيوت غير الصالحة للاستهلاك البشري.. وتسمح باستيراد صفقة معدات داعمة لشبكة مولدات الكهرباء ليتضح بانها العاب بلاستيكية ، وها ...الميزانية تسمح لضياع مبلغ تافه مثل 41 مليار دولار اعلن عنها القاضي العكيلي ..ولكن طائرات لحماية الاجواء .. لا ..
**
الاميركان على الرغم من كل اجنداتهم التي جاؤا بها الى العراق وعلى الرغم من كل النوايا المتعلقة بحماية منابع البترول – ولم لا، فهم الزبون الذي يدفع والذي يشتري والذي كان حتى صدام مستعد ان يبيعهم اياه بتراب الفلوس ان سمحوا له بالبقاء حاكما على العراق (احيلكم الى تنازلات الساعة الاخيرة في خطب صدام قبل الاجتياح الامريكي في اذار 2003 والذي اعلن فيه هذا الاستعداد) - اقول ان الاميركان ليسوا بالغباء الذي نتصوره .. فهم يعلمون ان جملة من الامور ستحدث في العراق عندما يخرجون:
ليس اولها وليس اخرها التدخل الايراني بعيار ثقيل في الشأن الداخلي العراقي، وليس اولها وليس اخرها ارتفاع الفساد والتداعيات المصاحبة له على مستوى لم نشهده الى الان مع كل ما يحصل من فساد في ظهرانينا اليوم .. وليس اوله ولا اخره احتمال تقسيم العراق وتحول الحكم الى دكتاتورية من نوع خاص، تنادي بالديموقراطية ونحو عكس تعاليمه ومبادئه تماما ..
**
المشكلة في الواقع انه لا توجد مشكلة الا وضعنا نحن وعدم قدرة القوى السياسية العراقية على تسيير مركبة البلاد باتجاه واحد متفق عليه ..لقد باتت القوات الاجنبية كعامل ملطف لمنع احتكاك القوى المختلفة المكونة للعملية السياسية وهذا بحد ذاته يشكل الطامة الكبرى في العراق اليوم
متى ستتصرف كل القوى السياسية بوازع من ضمير حي فيما يخص الشأن الداخلي العراقي؟ سؤال ليس في الامكان الاجابة عليه اليوم ..
في الاعوام التي امتدت ما بين 2004 ونهاية 2007 كان العراق يسير في نفق الارهاب وكنا نعتقد ان النفق المظلم المميت لا نهاية له او انه بنهاية مغلقة .. وعندما انتهينا جزئيا من نفق الارهاب المنظم على ايدي عناصر وجماعات ومنظمات مختلفة تتخذ من الارهاب نهج لها ، اصطدمنا بواقع اخر املاه علينا الواقع السياسي العراقي الذي ان لم يتعدل سيسير بنا حتما الى ذلك الجدار الاسود والهاوية السحيقة .. وعندها لن تتمكن اية قوة عظمى او صغرى ان تعبر البحار لتخلصنا من الذي سنكون فيه .. لانه ببساطة سنصل الى نقطة ال
Game over
mayadaaskari@gmail.com



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق