الاثنين، 12 أغسطس 2013

 
طائرات اف 16 عراقية تقصف ايران
 
ميادة العسكري
 
مع ان الحكومة العراقية اليوم هي حمامة السلام بين النظام الايراني والحكومة الامريكية .. تبقى مسألة تسليح النظام السوري والاسلحة التي تدخل الى سوريا عبر اجواء العراق (المنتهكة دوما) مسالة ذات حساسية كبيرة للجميع
انظر هنا
http://www.alquds.com/news/article/view/id/452637
من منا لا يتذكر تصريحات وزير الخارجية العراقية معتذرا للامريكان بسبب انعدام قدرة العراق على صد او منع الطائرات الايرانية من ادخال السلاح والذخيرة لبشار الاسد في سوريا؟
في وقتها اثارت تصريحات زيباري الكثير من التساؤلات حول سبب ما ادلى به من معلومات تشبه الى حد بعيد تفسير الماء بعد الجهد بالماء .. فلم التفسير ولم التعقيب ولم الاعتذار؟
حاولت الادارة الامريكية لاشهر خلت ان تقنع حكومة العراق في ان تقوم بمنع الطائرات الايرانية من عبور الاجواء العراقية باتجاه سوريا ..الا ان الحكومة العراقية تقف عاجزة .. او ربما متعجزة بعض الشيء ازاء هذا الطلب متذرعة بعدم امتلاكها للاسلحة الجدية والمؤثرة لمنع ايران من تمرير السلاح والعبور..
الغريب في الامر ليس كوننا لا نملك اسلحة وليس كوننا ننتظر طائرات ال F مليون او مليون ومية (ان كان هناك هكذا طائرة سنراها من سلسلة الF في يوم من الايام اذ ان كل الوعود بالتسليح تبخرت عندما غادر الامريكان العراق عندما غادروا ) الغريب ان نطلب من الامريكان تسليحنا لكي نمنع الايرانيين من القيام باي شيء في العراق .. فان كنا نضحك على انفسنا بهكذا مزاعم فهل من المعقول ان يصدق ساسة العراق بان هكذا (فيل) ممكن ان يطير في اجواء الامريكان؟؟؟؟؟
مؤخرا .. صرح السفير العراقي الجديد في واشنطن بانه سيكون مشغولا في محاولة اقناع المسؤولين في الادارة الامريكية بانهم اذا ما وافقوا على تدعيم دفاعات العراق الجوية فان ذلك سيحسن من قابلية العراق على ايقاف الاسلحة القادمة من ايران باتجاه سوريا!!!!
يبدو ان السنوات التي قضاها الامريكان في العراق وهم يغضون الطرف عن كل الذي رأوه في حكوماتنا المتتالية والتي ساعدوا هم على تثبيتها قد اعطى ساسة العراق انطباع بان الامريكان (هبلان)
وربما كانوا كذلك ... ولكن بمزاجهم ومصالحهم انذاك ..
فالامريكان كانوا يرون ويستفيدون ويلعبون الختيلة وكل العاب العراقيين الجديدة والقديمة لان العراق كان مشروعهم او قل الموس الذي تورطوا وبلعوه..
اما الان وهم خارج اسوار المدينة .. فالامر ما عاد يهمهم..
العتب على المسؤول العراقي الذي كذب الكذبة وصدقها .. فاي اسلحة هذه التي سنرفعها في وجوه الايرانيين ؟؟ وكيف لنا ان نكذب هكذا كذبة ونصدقها نحن قبل غيرنا ؟؟؟ ومن يستطيع في عراق اليوم ان يقول لايران ان على عينها حاجب؟
يسترسل السفير العراقي في واشنطن بقوله : ليست لدينا السيطرة على اجوائنا لاننا لا نمتلك نظام دفاع جوي متكامل وهذا هو سبب مخاطبتي لكابيتول هيل .. فانا اتحدث مع وزارة الخارجية والبنتاغون لاننا طلبنا نظام دفاع جوي متكامل بالاضافة الى طائرات الاباتشي المروحية بمبلغ عشرة مليارات دولار.. ويسترسل قائلا : الصفقة مفيدة للولايات المتحدة!!!
الا يدرك الساسة في العراق ان الفائدة الوحيدة التي تريدها وتستفيد منها الولايات المتحدة هي تلك التي تخدم مصلحتها في تلك اللحظة ؟ والا يدركون بان العراق ما عاد بالاهمية التي كانت بالنسبة للادارة الامريكية بعد ان اشتعلت حرائق الشرق الاوسط الجديد في كل مكان ؟؟
***
وعلى الرغم من مليارات الدولارات التي حقنها الامريكان في العراق .. نرى ان العلاقات العراقية الايرانية استمرت في النمو – وصار رئيس الوزراء العراقي حليف حميم للايرانيين – وقد كان كذلك دوما وهو ليس بالامر الجديد – الا ان السؤال الذي يطرح نفسه هو قرب الامريكان من رئيس الوزراء العراقي على الرغم من علاقاتهم السيئة بايران .. فهل هناك اتفاق غير معلن .. ام ما الحكاية؟
**
والان لنعود الى امكانيات الطيران العسكري العراقي .. او القوة الجوية العراقية .. فهي تشتمل على طائرات بسيطة للمسح الجوي وللنقل الخفيف ايضا .. الا انها لا تمتلك امكانيات دفاعية ثابتة.
ونعم ليس هناك اتفاق عراقي امريكي حول تجهير العراق بطائرات اف 16 في وقت محدد ولعل هذه المقابلة تقطع الشك باليقين حول هذا الموضوع .. نهائيا
http://gulfnews.com/news/region/iraq/al-qaida-not-capable-of-threatening-iraqi-government-us-general-1.653557
السؤال هنا هو : كيف سيقوم العراق بالاستفادة من قوته الجوية الجديدة – اذا ما نجح السفير العراقي الجديد في واشنطن باقناع الادارة الامريكية بخارجيتها ودفاعها بان تزويد العراق بهذه المنظومات المتطورة الجوية فكرة سديدة ومقبولة؟
الحكومة العراقية في موقع صعب هنا حسب قول ستفن ويكن وهو محلل استراتيجي عسكري امريكي. فالعراق لا يمكن ان يدخل في مواجهة مع ايران .. لذا فحتى لو انه تم تجهيزه بكل الطائرات العسكرية اللازمة فان الطرفين (العراقي والايراني) سيتوصلان الى اتفاق يسمح لايران يتجهير نظام الاسد في سوريا بحاجاته الى السلاح .. ولكن مع وجود منظومة متطورة عراقية سيكون التلاعب بين العراق وايران اسهل
اما الاكراد فهم لا يحبذون امتلاك الحكومة المركزية لاي طائرات متطورة امن امريكا او من الموزمبيق او من اي مكان اخر في الكرة الارضية .. ولعل تصريحات مسعود برزاني حول تخوفه من استخدام نوري المالكي للطائرات ضد الاكراد دليل على ذلك ..
عندما كان الامريكان في العراق .. كانت وعودهم باعطاء العراق هذه الطائرات وعود كبيرة .. مع التحجج بان بناء الطائرات سيستغرق بعض الوقت .. اما اليوم .. فالامر مشكوك فيه تماما .. فمن هو العاقل المستعد ليسلح حلفاء اعدائه ؟؟؟
اما السفير العراقي الجديد في واشنطن فقصته قصة فعلا .. فهو يصرح ويؤكد ويصر على ان الامريكان سيقتنعون بحجته لتسليح العراق بهذه الطائرات..
اما انا فاعتبر المسألة كلها نكتة كبيرة .. في بلد ما عاد بلد .. بل (هيتة) كبيرة .. تنتقل من السيء الى الاسوأ كل يوم
**
كلمة اخيرة
قال كبير المسؤولين العراقيين في احدى تصريحاته قبل فترة انه يلوم الاعلام الذي يركز على النقاط السيئة في وضع العراق وينسى او يتعمد عدم ذكر الامور الجيدة
في وقتها كنت اريد ان استحلف الرجل ان يذكر لنا ولو حسنة واحدة في حال العراق اليوم غير حسنة خلاصنا من صدام حسين – وهو امر قام به الامريكان وليس نحن-
لقد ورثنا بلد باسره كان ممكن ان يصبح اقوى وافضل واروع بلد عربي شرق اوسطي ... ولكن ...ولكن .. ولكن .. يا حسرتاه..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق