الأربعاء، 27 يونيو 2012


Stalemate
كظ اخوك لا يفلت منك
ميادة العسكري


ماذا تعني الانتخابات المبكرة؟
تعني حل البرلمان .. وعندما يتم حل البرلمان لن يكون هناك استجواب لرئيس الوزراء وسيتم اخماد قضية سحب الثقة
هي معادلة رياضية بسيطة ان نظرنا اليها بحسابات الربح والخسارة
وللمعادلة احتمالين في غاية البساطة
·        اما ان يكون رئيس الوزراء متيقن مليون بالمائة من مسألة اعادة انتخابه في حالة دعوته لانتخابات مبكرة
·        او انه يرى ان الخروج الان عبر حل المجلس النيابي وتحويل الحكومة العراقية الى حكومة تصريف اعمال لحين انتخاب اخرى جديدة هو اسلم لمسيرته السياسية من البقاء لمواجهة استجواب لا تعرف عواقبه ولا نتائجه ولا تفاصيله وتداعياته ..
**
ولنعود الى الدستور قليلا ..
وتقول الفقرة الأولى من المادة 64 من الدستور :يحل مجلس النواب بالأغلبية المطلقة لعدد أعضائه (325)، بناء على طلب من ثلث أعضائه، أو طلب من رئيس مجلس الوزراء وبموافقة رئيس الجمهورية.

وهذا يعني ان المالكي يمتلك حق حل المجلس ولكن .. وهنا تكمن العقدة في المنشار ..
اذ لا يجوز حل المجلس في أثناء مدة استجواب رئيس مجلس الوزراء مما يعني أن تصويت البرلمان ضروري ولا يمكن طلب حل المجلس والانتخابات المبكرة ما دام المجلس قد اصدر طلبا باستجواب رئيس الوزراء قبل طلب رئيس الوزراء للانتخابات المبكرة ( اي ان من سبق لبك.. حسب مثلنا العراقي)

في المؤتمر الصحفي لرئيس مجلس الوزراء الثلاثاء قال "أنه لا استجواب ولا سحب ثقة إلا حينما نصحح وضع المؤسسة التشريعية التي فيها نواب عليهم قضايا تتعلق بالإرهاب والتزوير"
كيف وصل هؤلاء الارهابيين الى البرلمان امر لا نتكلم فيه لاننا بتنا نعلم بان كل كتلة سياسية تختزن ملفات تهدد بها الاخرين .. ولكن دستوريا .. لا يمكن تعديل وضع "ارهابيي" المجلس العراقي المنتخب الا بعد الاستجواب لاننا كما ذكرنا .. (ان من سبق بالطلب لبك .. مرحى للامثال العراقية اليوم  .. )

واضاف سيادته قائلا :ان السلطة التشريعية مختطفة وعلينا أن نذهب بإتجاه آخر إما التجميد والانتخابات المبكرة أو أن تستمر هذه الحالة التعويقية..

والذي اراه من سابق تجربتنا السياسية العراقية التوفيقية ذات العشرة اعوام .. ان هذه الحالة التعويقية التي اشار اليها رئيس الوزراء هي التي سوف تستمر ..
**
السؤال الذي حيرني هو سبب موافقة العراقية على طلب الانتخابات المبكرة رغم رجحان كفة الاستجواب دستوريا ورغم ان القائمة العراقية حسب البيان الذي وزع على خلق الله جميعا من العراقيين اكد بان العراقية قد أنجزت خمسة ملفات ستقدمها في استجواب المالكي تحت قبة البرلمان؟؟؟؟
**
وربما علمتنا التجارب السابقة في عراق ما بعد سقوط البعثيين الى غير رجعة بان اي خلاف يحصل حول اي نقطة تتعلق بالحياة السياسية في البلاد تبقى في حالة ما يسمى في الشطرنج باسم ال
Stalemate
ومن المؤسف باني لم اجد مصطلح عربي رديف للمصطلح الشطرنجي هذا والذي يعني ببساطة ان اللاعب الذي عليه الدور لا يستطيع ان يحرك اي من قطع الشطرنج الخاصة به باستثناء الملك وان حرك الملك فانه سيعرضه للقتل الفوري . انها حالة من الجمود التي نراها حاصلة في آتون او قِدر الضغط السياسي العراقي ..
انها حالة (كظ اخوك لا يفلت منك) .. في حين ان الاخ الاخر (يكظ) اخاه ايضا لكي لا يفلت الاخر .. اي انها حالة من (الكظ) المتبادل ..
فهل هذه سياسة ام شوربة؟
**
الا ان اجمل ما في الموضوع هو موقف "العينتين" رئيس جمهوريتنا العزيز مام جلال والذي يجبرك على الابتسام مهما كانت الظروف .. فقد كان رئيس الجمهورية قد أبدى تحفظات على خطوة سحب الثقة من المالكي .. الا انه في آتون هذه اللطمية العراقية بين كل الكتل السياسية وتصريحاتها وبياناتها الصحفية والتراشق الاعلامي .. يخرج علينا المام العزيز غاضبا – ولا الومه حقيقة على ذلك ابدا – وتغرد صحيفته منتقدة صمت المؤسسات الرسمية والمنظمات الشعبية في العراق رغم ان العراق معني كثيرا بقضايا التعذيب حسب التقارير الدولية والمحلية حسب قول الصحيفة

**
يقول المثل الفلسطيني (يطعمكم الحج والناس راجعة من مكة ) ..
واقول ... صح النوم وتصبح على خير
**
اما مسك الختام في هذه الشوربة فتصريح للنائب الملا قال فيه ...
 "إذا ما قدم رئيس الوزراء طلبا لحل مجلس النواب وصوت عليه المجلس بالقبول فإن العراقية، ستحترم هذا الخيار الدستور"
لان الملا يعرف انه في عراق من كل قطر اغنية .. لا يوجد خط مستقيم ما بين النقطة الف وباء ويدرك ان السجال واللطمية سوف تستمر الى عام 2014 .. ويا من يعيش ويشوف ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق