السبت، 17 مارس 2012



لقاء مع سامي العسكري .. اورده هنا لاهميته واريد التركيز على السؤال التاسع والاجابة المذهلة لمستشار رئيس الوزراء وعضو المجلس النيابي ورئيس لجنة العلاقات الخارجية المهندس سامي العسكري
ميادة

قال سامي العسكري ، مستشار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وعضو المجلس النيابي العراقي ورئيس لجنة العلاقات الخارجية فيه في لقاء اجرته ميادة العسكري ، قال  ان هناك انخفاضا متواصلا في العمليات الارهابية في العراق منذ بدء الربيع العربي، وان الساحة العراقية لم تعد تجتذب المزيد من الارهابيين الذين كانوا ياتون من بلدان عربية عديدة.
وذكر سامي العسكري ،  انه لا يعتقد بامكانية حدوث حرب جديدة في المنطقة نتيجة لاقتصاد اوربا المتداعي وما تشهده سوريا وغيرها من دول الربيع العربي والتي تجعل من المستبعد نشوب حرب جديدة واوضح العسكري انه في حال نشوب مثل هذه الحرب فانها ستؤثر بشكل كبير على امدادات النفط في العالم وتشعل المنطقة بالكامل في حال وقوعها.
وفيما يلي نص المقابلة:
1.هل في رأيكم ستنعقد القمة العربية المقبلة في بغداد؟ وما هي معوقات لذلك وما قصة اقامة بروفة مصغرة لها في بغداد؟
كل المؤشرات تؤكد ان القمة العربية ستعقد في موعدها ببغداد في نهاية شهر اذار(مارس) القادم. فلم تعلن اية دولة عربية عزمها عدم حضور القمة وابدى قسم كبير منها رغبته المشاركة فيها. وبدأت الحكومة العراقية توجيه الدعوات الرسمية للحكومات العربية لحضور قمة بغداد.
2.هناك من يعتقد ان اذناب حزب البعث في العراق هم المسؤولين عن التفجيرات التي تمت بالامس والتي تحمل بصمات اصابع تنظيم القاعدة. هل ترون ان هذا التنظيم قد تحول الى قاتل مأجور؟
منذ وقت مبكر كان هناك تحالف اجرامي بين القاعدة وتنظيمات البعث ، فهذا الثنائي مسؤول عن اغلب العمليات الارهابية التي شهدها العراق خلال السنوات الماضية.
3.على الرغم من التفجيرات التي حدثت بالامس والتي هزت بغداد وبعض المواقع الاخرى .. كيف تفسرون انخفاض التفجيرات في العراق منذ بداية الازمة السورية؟
هناك انخفاض متواصل في العمليات الارهابية منذ بدء الربيع العربي، فالساحة العراقية لم تعد تجتذب المزيد من الارهابيين الذين كانوا ياتون من بلدان عربية عديدة ، الذين وجدوا ساحات جديدة يمكنهم ممارسة اعمالهم ارهابية فيها ، خاصة وان نمو الاجهزة الامنية العراقية وانسحاب القوات الاميركية من العراق كلها عوامل جعلت ظروف العمل اصعب امام المجموعات الارهابية وفي مقدمتها القاعدة والتنظيمات التي تدور في فلكها.
4. متى بتقديركم سيتم عقد الاجتماع الوطني للكتل السياسة وهل ترون ان تعدد الاوراق المقدمة تهدد مصير الاجتماع؟
الاجتماعات التحضيرية بين ممثلي الكتل السياسية الرئيسة متواصلة وقد حققت تقدما في اعداد جدول اعمال الاجتماع المرتقب، فالتحالف الوطني والعراقية قدما ورقتي عمل للاجتماع اتفق المجتمعون على صياغتهما في ورقة عمل مشتركة تستوعب كل المواضيع التي حوتها الورقتان، يبقى مسالة تحديد موعد عقد اللقاء بعد الانتهاء من جدول الاعمال. فالبعض يرى ضرورة عقد الاجتماع قبل انعقاد القمة فيما يعتقد اخرون ان من الافضل عقده بعد القمة العربية ولكل من اصحاب الرأيين اسبابه ومبرراته.
5. رفض البرلمان طلبا حكوميا بسحب مشروع قانون العفو العام. الا ترون ان الاتجاه نحو قانون للعفو الخاص لهو اكثر امنا في هذه المرحلة الدقيقة التي يعيشها العراق؟
مشروع قانون العفو العام الذي تقدم به الصدريون دخل مرحلة القراءة الثانية في عملية اقرار القوانين داخل مجلس النواب. وهدف الصدريين هو ضمان اطلاق سراح بضعة مئات من اتباع الخط الصدري ما يزالون في السجون العراقية. غير ان مسودة القانون فيها الكثير من الثغرات التي يخشى العديد من النواب ان يكون القانون سببا في اطلاق سراح او العفو عن اعداد كبيرة من المجرمين والارهابيين بما فيهم من ارتكبوا جرائم تتعلق بسرقة المال العام او تزوير الشهادات الدراسية. ويبدو ان مشروع القانون سيكون عرضة للكثير من التعديلات وسيواجه اعتراضات جدية من اغلب الكتل داخل مجلس النواب.
6. هناك ملفات عالقة مع الكويت تمتد من ميناء مبارك الى الديون العراقية والفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة. متى ستكون زيارة فخامة رئيس الوزراء الى الكويت لحل هذه الامور وهل في تقديركم ان الامور ستسير على ما يرام؟
رئيس الوزراء نوري المالكي يزور الكويت خلال الايام القليلة القادمة ، وكلا الجانبين العراقي والكويتي يعلقان امالا كبيرة على هذه الزيارة لحل المسائل العالقة بين البلدين. ومن المؤمل ان تسعى الحكومة العراقية الى حل تلك المسائل عبر عقد اتفاق شامل يتناول كل الملفات بما فيها مسائل الحدود والتعويضات والديون الكويتية والخلاف بين الخطوط الجوية العراقية والكوينية اضافة الى موضوع المفقودين الكويتيين وارشيف الكويت الوطني المفقود.
نجاح الزيارة في تحقيق اهدافها مرهون بما استعداد الكويت لطي صفحة الماضي وقدرة الحكومة الكويتية على ابرام اتفاقات تنتي وبشكل كامل كل اثار الغزو الصدامي للكويت وما ترتب عنه.
7.     ما حكاية ميثاق الشرف الوطني في البرلمان؟
ميثاق الشرف الوطني هو وثيقة قدمها السيد مقتدى الصدر قبل فترة ، وقد عرضت هذه الوثيقة قبل ايام في مبنى مجلس النواب لاتاحة الفرصة لمن يرغب من النواب التوقيع عليها.
8.  أعلن مجلس القضاء الأعلى عن رفضه طلب المتهم طارق الهاشمي نقل مكان محاكمته من بغداد إلى كركوك. اليست هناك جهة تنفيذية تستطيع ان تمسك بالهاشمي لغرض المحاكمة؟ لماذا هذا التمييع؟
دستوريا سلطة مجلس القضاء الاعلى تسري في انحاء البلاد ، وسلطات اقليم كردستان ملزمة بتنفيذ مذكرات الاعتقال التي يصدرها القضاء العراقي. لذا فان مهمة اعتقال الهاشمي وجلبه للعدالة تقع على عاتق حكومة الاقليم. وهي لم تقم بمسؤولياتها الدستورية لحد الان مما حدى بالسلطة القضائية الاعلان عن محاكمة الهاشمي غيابيا.
9. استوقفني تصريح لوزير المالية حول ميزانية المائة مليار دولار الخاصة بعام 2012 حيث قال : ما بقي غير كبير ولا يؤثر في الموازنة. المشكلة تكمن في اننا نستمع الى ارقام فلكية في موازنات تتعدى ال 117 مليار دولار الا ان عجلة التنمية متوقفة بسبب 12 مليار دولار .. ويردف الوزير قائلا بان 8 مليارات قد تم سدها الى الان .. لماذ لا يصار الى سد الديون واعلان التقشف لعام واحد ومن ثم تسير الامور بصورة طبيعية؟ هل في تقديركم لدينا مخططين استراتيجيين جيدين في الجوانب المالية؟
لا اعتقد ان وزارة المالية ولسنوات طويلة قد حظيت بوزراء مال اكفاء او اصحاب اختصاص في الامور المالية، كما يغيب عن الموازنة التي تعدها وزارة المالية الرؤية الاستراتيجية للاقتصاد العراقي ، الذي يفتقد الى الهوية الخاصة به. فلا احد يعرف هل ان هذا الاقتصاد يسير وفق اليات اقتصاد السوق كما ينص عليه الدستور ام هو افتصاد الدولة الاشتراكية. ثم ان الموازنة الحالية التي اعتبرت اكبر موازنة في تاريخ العراق هي عاجزة عن توفير مستلزمات النهوض بالواقع المعاشي للغالبية من العراقيين فضلا عن عجزها توفير المبالغ الضرورية لاصلاح البنى التحية في البلاد ، او توفير فرص عمل حقيقية لملايين العاطلين عن العمل. ان الكثيرين يتحدثون عن العراق باعتباره دولة غنية والواقع هو عكس ذلك، فالعراق بقى – حتى الساعة – توفير الاموال الكافية لتوفير الخدمات لمواطنيه.
10-احيانا تصدر تصريحات من قبلكم ومن قبل غيركم من المسؤولين لا تلبث ان تنفيها الحكومة..هل يتعلق الامر بتفادي المشاكل ام ان بعض التصريحات تاتي متعجلة والامر يتطلب الكتمان
تختلف التصريحات من حيث مصداقيتها بحسب موقع من يطلق تلك التصريحات عن مراكز صنع القرار في العراق. وفي فضاء الحرية التي تكاد تكون بلا ضوابط تكثر التصريحات التي لا تعتمد على معلومات دقيقة بقدر ماهي اما استجابة لماكنة الاعلام النهمة والتي تبحث عما هو جديد ومثير ، او ان مطلقي بعض تلك التصريحات يسعون الى اثبات وجودهم في الساحة السياسية. وفي حالات قليلة يجري نفي بعض التصريحات التي لها مصداقية بسبب الحرج الذي تسببه لبعض اطراف الحكومة.
13- هل يمتلك العراق خط بديل فعال عن مضيق هرمز في حال اغلاقه؟
يشكل الخليج المنفذ الرئيسي للنفط العراقي اضافة الى الخط التركي ، وهناك مساع لاعادة خط الانابيب المار عبر الاراضي السورية وكذلك الخط الذي يصل الى ميناء ينبع السعودي. اذا ما نفذت ايران تهديداتها باغلاق مضيق هرمز سيكون العراق في وضع صعب جدا من ناحية قدرته على تصدير نفطه.
14- هل تعتقدون باننا سنشهد صيف ساخن على لهيب حرب جديدة تشنها القوى العالمية في المنطقة ضد ايران ام ان نفس السيناريو الذي رتب للعراق عام 1991 سيتكرر مع تداعيات حصار طويل ضد الجارة الايرانية؟
لا اعتقد بامكانية حدوث حرب جديدة في المنطقة. فاقتصاد اوربا المتداعي وما تشهده سوريا وغيرها من دول الربيع العربي ، يجعل من المستبعد نشوب حرب جديدة ستؤثر بشكل كبير على امدادات النفط في العالم ويشعل المنطقة بالكامل. ربما تغامر اسرائيل بتوجيه ضربة جوية الى ايران لكن حتى هذا الاحتمال يمثل تطورا خطيرا يصعب التكهن بتداعياته. فايران ليست العراق عام 1982 وظروف المنطقة الحالية تجعل من خطوة كهذه حماقة تنعكس اثارها السلبية على امن واستقرار المنطقة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق