الاثنين، 26 مارس 2012

لا توجد أي ضغوط لا من ايران ولا من أي دولة ولا يستطيع أحد ان يفرض علينا أمراً يخالف مصالحنا.
في اخر لقاء لي مع الدكتور علي الدباغ اضاف قائلا : ليطمئن الجميع بأن العراق لا يحكمه شخص أو حزب أو طائفة معينة وإنما فيه تجاذب سياسي عنيف يفرض أن يكون هناك توازنا في العلاقات الاقليمية والدولية، ومن مصلحة كل العرب أن يكون العراق جسر التواصل والتفاهم مع ايران ومع تركيا، وعدا ذلك فسنعيش بخصومة تمتد لقرون أخرى ونحن في العراق عانينا تاريخيا منذ القدم من الصراع في المنطقة وخصوصا بين العثمانيين والفرس ومن مصلحتنا ومن مصلحة العرب ان نتجه لنزع الالغام التاريخية
تحقيق: ميادة العسكري

س-         العراق على ابواب القمة العربية التي من المزمع انعقادها في نهاية  اذار الجاري. ما هي توقعاتكم لهذه القمة؟
الدكتور علي الدباغ: توقعاتنا أن تكون القمة مميزة ولها خصوصية، بسبب الأحداث التي عصفت وتعصف الآن بالمنطقة وهي زلازل تهز عروش حكم ضربت بجذورها في أعماق الأرض لكن إرادة الشعوب كانت أقوى، والمنطقة الآن مقبلة على عصر جديد هو عصر الشعوب وليس عصر الحكام، ومن الضروري أن يلتقي القادة العرب لمناقشة هذه الأحداث وبلورة رؤيا في حدها الأدنى على أقل تقدير، إذ ليس من المعقول ان تناقش هذه الأحداث في أروقة دولية بينما البيت العربي على مستوى القمة غائب عنها، وقد تأخر الإجتماع لسنة كاملة وليس مناسبا أن يتأخر أكثر، نعتقد ان الحضور سيكون أيضا يمستوى الحدث ونأمل أن يكون كذلك وأن تحتضن بغداد الأشقاء بأفضل مستوى.
نتوقع أن تأخذ الأحداث في سوريا نصيباً مهماً من المناقشات وسنحرص أن نوحد الكلمة والفعل للجمع العربي ولو بالحد الأدنى المشترك، وسيكون للموضوع الاقتصادي حضور قوي في المناقشات، ورأينا ان العرب ومنذ أول مؤتمر للقمة عام 1965 كانوا يركزون على الجانب السياسي والحديث عن وحدة في الشعارات، ونقول الآن لنجرب ان نتقارب اقتصاديا وسنرى مشاكل سياسية أقل وتقارب شعبي أكبر وترابط وتشابك في المصالح بين شعوب المنطقة وسيكون صعبا ان يتعرض رعايا أي دولة لإجراءات عقابية عندما يختلف الحكام لأن المصالح مترابطة ومتشابكة.
سنستثمر رئاستنا للقمة العربية في أحداث التقارب ورأب الصدع في البيت العربي، وسننتظم مع الجمع العربي في تفعيل آليات العمل العربي المشترك وماينفع شعوب الدول العربية وستكون قضية فلسطين من أولوياتنا

س-         قرات لكم تصريح حول مبادرة عراقية سيتم تقديمها الى المؤتمر سيسهم في استقرار المنطقة. هل لكم ان تحدثونا عن هذه المبادرة؟
الدكتور علي الدباغ: هي ليست مبادرة وانما أفكار تصلح لأن تكون مبادرة اذا قبلها العرب فيما يخص سوريا، فنحن نعتقد ان تغييرا جذريا في شكل الحكم يجب ان يحدث ولا يمكن ان يستمر حزب واحد ورئيس أوحد بحكم سوريا ونحن ننتصر لشعبنا الشقيق في سوريا، ولسنا مع الحكم في سوريا ولا بد من حكومة انتقالية تستلم المسؤولية  لتُطلق الحريات السياسية والحزبية والاعلامية وتهيأ لإجراء انتخابات محايدة باشراف دولي وعربي دون ان تكون للنظام يد في ادارتها وما تفرزه الصناديق وما يختاره الشعب السوري هو الذي يمضي ويعتمد دون التلويح بالتدخل العسكري او تبنيه، لأنه سيحدث حريقا لن ينحصر بسوريا ولا يستطيع أحد السيطرة عليه، فالمنطقة هي رمال متحركة بكل الإتجاهات ولن يسلم أحد من الحريق، لذلك نقول أننا نمتلك وضوح في معالجة الأمر في سوريا ويجب أن نتعاون ضمن البيت العربي وليس عملا خارج البيت العربي من أجل توجيه الضغوط اللازمة على النظام في سوريا للقبول بمعادلة تضمن الحرية الكاملة للشعب السوري الذي هو وحده يمتلك القرار وليس هذه العاصمة أو تلك.


س-         هل سيقوم الرئيس جلال طالباني بترأس القمة العربية؟ هناك من يضع علامات استفهام حول الموضوع كون الرئيس طالباني ليس عربي والقمة عربية .. ماذا تقولون في ذلك؟
الدكتور علي الدباغ: هذا امر غير مطروح فالرئيس جلال هو الرئيس لدولة عربية، والاكراد اشتركوا مع العرب عبر التأريخ واختلطت دماؤهم بدمائنا، وهناك دول عضوة في الجامعة العربية لايتحدثون العربية الآن وهم أخوان أعزاء لنا، الرئيس جلال يمثل رمزية لبلد عربي وهو سيترأس القمة والمالكي سيتراس وفد العراق. 

س-         هل هناك فعلا ضغوط ايرانية باتجاه ترأس رئيس الوزراء نوري المالكي للقمة العربية؟ وان كانت هذه مجرد اقاويل واشاعات.. لماذا نجابه بها على الدوام؟
الدكتور علي الدباغ: لماذا علينا دائما ان نعطي شهادة حسن سير وسلوك لأصوات نشاز؟؟ لا توجد أي ضغوط لا من ايران ولا من أي دولة ولا يستطيع أحد ان يفرض علينا أمراً يخالف مصالحنا.
نحن نحتفظ بعلاقة جيدة مع ايران ونحتفظ بعلاقة جيدة مع الولايات المتحدة ولانسمح لأي منهما ان يفرض علينا موقفا ضد مصالحنا.
ليطمئن الجميع بأن العراق لا يحكمه شخص أو حزب أو طائفة معينة وإنما فيه تجاذب سياسي عنيف يفرض أن يكون هناك توازنا في العلاقات الاقليمية والدولية، ومن مصلحة كل العرب أن يكون العراق جسر التواصل والتفاهم مع ايران ومع تركيا، وعدا ذلك فسنعيش بخصومة تمتد لقرون أخرى ونحن في العراق عانينا تاريخيا منذ القدم من الصراع في المنطقة وخصوصا بين العثمانيين والفرس ومن مصلحتنا ومن مصلحة العرب ان نتجه لنزع الالغام التاريخية ونتجه لتنمية بلداننا وتحقيق الاستقرار والرفاه لشعوبنا وان ننتهي من الصراع الأيديولوجي الذي انهك المنطقة ويمكن ان يستمر لنهاية التاريخ، ولنا في اوروبا مثال حي فقد تخلصت من مشاكلها وحروبها واصبحت أمة واحدة تماهت فيها حتى الهوية الوطنية.
هذه آراء لا تفهم ان المصلحة والحكمة تتطلب التفاهمات ونزع التوتر والعيش بأمان وسلام وأن نفرض معادلة إحترام على الجميع دون أن يتدخل بالشؤون الداخلية للدول الأخرى أو يهدد نسيجها الاجتماعي.


س-         هل سيقوم العراق بشراء طائرات ومعدات عسكرية من التشيك وغيرها من دول المعسكر الشرقي السابق؟ اليس السلاح الغربي المسموح للعراق امتلاكه افضل واكثر امانا للعراق؟
الدكتور علي الدباغ: هذه تقنيات غير متطورة والعراق ليس متحمسا لها، فنحن دولة غنية وان كنا الآن نمر بصعوبات مالية لكننا مقبلون على ثروة أنعم الله بها علينا ونريد أن نتسلح بأفضل تقنية، للحفاظ على سيادتنا ووحدة بلدنا دون أن تكون لنا نوايا عدوانية تجاه المنطقة مثلما كانت لدى نظام صدام، وهناك خطط جادة للتوجه لتقنيات متطورة في صنوف السلاح المتنوعة. هناك وفد عال المستوى برئاسة وزير الدفاع وفريق فني كبير من الجيش سيزور موسكو بعد مؤتمر القمة ليطلع على هذه التقنيات من أنظمة الدفاع الجوي والرادارات وناقلات الجند والأسلحة المختلفة وبنفس الوقت فان هناك مناشئ سلاح لاقيمة لها تم ايقافها من اوكرانيا ودول أخرى.

س-         الاتراك يقصفون القرى والقصبات الحدودية العراقية وقد تجدد هذا الامر حديثا.. لكننا لا نسمع اعتراضات من الحكومة المركزية ولا من الحكومة في اقليم كردستان. ما الحكاية؟
الدكتور علي الدباغ: هذه قصة متكررة ولا يتم حلها بإعتراضات من الحكومة وطريقة معالجة الأتراك لقضية حزب العمال لا يجب ان تتم على أرض العراق والقصف المتوالي لا يحل أزمتهم فهم يقصفون المناطق الحدودية منذ بداية الثمانينات والأمر يزداد سوءاً، نحن نقدر ان هذه المنظمات الناشطة على الحدود تؤذينا وتخرب العلاقة مع جيراننا ونعتقد ان الحل هو في التعاون المشترك والحلول السياسية التي تنطلق منهم لحل هذه الأزمة المزمنة. 

س-         اصدرت القائمة العراقية بيانا تتهم به جهات لم تسميها بمحاولة اغتيال الدكتور اياد علاوي. متى سينتهي ملف التعارض  مع العراقية وما الجديد في اجتماع القوى السياسية العراقية؟
الدكتور علي الدباغ: نحن كحكومة وأجهزة أمنية حريصون على أمن الدكتور أياد علاوي وأمن قادة الإخوان في القائمة العراقية , وأي تهديد لهم ولغيرهم هو تهديد للدولة العراقية ونتمنى أن لا يكون الاعلان عن هذا الأمر فقط في وسائل الاعلام وأن يكون عبر الأجهزة الأمنية التي هي مُلزمة للحفاظ على الأمن، وفي سابقة مماثلة انا كنت شاهداً عليها فقد صرح السيد علاوي بأن هناك مؤامرة لإغتياله وعلى إثرها فقد تم توفير ما يطمئن الدكتور أياد بأنه في مأمن، نتمنى أن لا تكون هذه التصريحات هي إنعكاس للأزمة مع قادة العراقية.
أما على صعيد إجتماع القوى السياسية فأن الموضوع قد تأجل لأكثر من مرة بسبب غياب البعض ولا زال الأمر عائماً ومجلس النواب سيذهب في إجازة لشهرين ونتمنى أن ننتهي من بعض الخلافات التي تزيد الثقة بين الأطراف السياسية. 

س-         ما هو موقف العراق رسميا ازاء ما يحدث في سوريا اليوم؟
الدكتور علي الدباغ: نحن مع شعبنا الشقيق في سوريا ولسنا مع بشار الأسد، نريد لأشقائنا أن يختاروا نظام الحكم الذي يُناسبهم ويمثلهم بكامل الحرية وأن ينتهي نظام الحزب الشمولي الحاكم، نحن نرفض التدخل العسكري ونعتقد بأنه سيسبب وسيخلق أزمات لا تنتهي وسنندم جميعا من الآتي ولن يحقق شعبنا السوري الشقيق حريته.
نحن مستعدون لأن نكون مع رؤية واضحة وضامنة للوصول للنتائج المعلنة في مبادرة الجامعة العربية ولا نمضي معصوبي العين ونبصم على رؤي’ ليست فقط غير واضحة بل لدينا يقين من أنها تشعل حرائق في المنطقة. 

س-         قالت اللجنة الاقتصادية في مجلس النواب العراقي، أنها شكلت مع البنك المركزي العراقي لجنة مشتركة للبدء بعملية حذف الأصفار من العملة المحلية. الا تعتقدون ان العملية ستؤثر سلبا على الاقتصاد العراقي وخصوصا وان عمليات التزوير المصاحبة لهذه العملية  يمكن ان تودي بالعملية برمتها؟
الدكتور علي الدباغ: هذا الأمر منوط بالبنك المركزي العراقي وليس لمجلس النواب لأنه أمر تنفيذي ومن صلاحيات البنك الذي يقدر مع مجلس الوزراء جدوى حذف الأصفار، وعمليات التزوير في العملة تهديد كبير لإقتصادنا مع وبدون حذف الأصفار، وبالنهاية فعمليات التزوير للعملة العراقية لم تصل لمستوى يُخشى منه 


س-         متى سيصار الى اصدار قانون للنفط؟ ما هي المعوقات برأيكم؟
لا أحد يعلم متى سيصدر قانون النفط، لأن المشكلة هي خلافات سياسية يتميز بها الوضع العراقي والى أن يتحقق جزء من التقارب السياسي فان الأمر مؤجل ومع ذلك فان عدم إقرار القانون لم يؤثر على تطوير الصناعة النفطية فقد تم الإستعاضة عنها بتصديق على العقود من مجلس الوزراء وهذا له قوة القانون. 

الدكتور علي الدباغ: -         دكتور علي الدباغ.. ميزانية العراق للعام 2012 كبيرة وتقدر باكثر من 110 مليار دولار. لماذا نعتبر من الدول الاقل حظا في البنى التحتية والخدمات؟ متى ستدور عجلة العراق مرة اخرى؟
موازنتنا لهذا العام تقدر بـ 100 مليار دولا وهي في تزايد للسنوات القادمة مع تعاظم موارد العراق ولكننا نشكو من عدم تطور الخدمات وهذا امتحان عسير لكل القوى السياسية المشاركة في حكم العراق، هناك سببان أساسيان أولهما ظروف مابعد سقوط النظام والتركة الكبيرة من المشاكل والتداعيات الأمنية والسياسية التي عصفت بالعراق والأمر الثاني هو قلة الخبرة والكفاءة في مؤسسات الدولة التي تعتمد محاصصة سلبية توظف شخصيات غير قادرة لا إداريا ولا فنيا في ادارات الدولة بدءاً من بعض الوزراء وإنتهاءاً بمدراء الأقسام والدوائر وهذا يجعل من حل المشاكل وتطوير البنى التحتية وتشجيع الاستثمارات يُراوح في مكانه لأن قدرات التطوير محدودة من أشخاص لا يمتلكون رؤية وسياسات تخطيط وإدارة.
هناك إهتمام كبير من قبل رئيس الوزراء في دفع عجلة الإعمار لهذا العام لموقع أفضل وهناك نشاط في بعض وزارات الدولة أفضل من السابق. 

س-         ما الجديد في الفصل السابع الذي لا يزال على رقبة العراق؟ هل تعتقدون ان زيارة السيد رئيس الوزراء نوري المالكي الى الكويت ستضع حلا لهذا الموضوع؟
الدكتور علي الدباغ: زيارة المالكي للكويت ستكون مهمة لأن هناك إرادة وتصميم لدينا ونحسب بان ذات الارادة عند أشقاؤنا الكويتيين، وجزء من هذه الملفات العالقة مرتبطة بالفصل السابع ولا شك أن حلها يجعلنا نتحرر من هذا الضغط الذي وضعنا فيه النظام السابق بقرار أرعن لغزو الكويت، و لانزال ندفع من قوت شعبنا تعويضات تجاوزت لحد الآن 30 مليار دولار، وقد دفعنا العام الماضي قرابة 4 مليار دولار، لقد بدأنا جهدا دبلوماسياً وفككنا بعض من تلك العقد وتبقى الملفات مع الكويت هي التي تخرجنا من الفصل السابع ونحن ماضون بهمة عالية للتفاهم مع الكويتيين للإنتهاء منها، وليس عدلاً أن نتحمل جريرة صدام حسين ويتم معاقبتنا مرتين. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق