الأربعاء، 11 أبريل 2012



خواطر نيسانية من وحي التاسع منه

شروان الوائلي

كل ايامنا مترابطة عبر انسجة الفرح والحزن .. وكلها تصب في دهاليز وجودنا وتوزع علينا بطاقات الهوية التي نحتاجها لكي نعيش مع انفسنا قبل الاخرين ..
اما التاسع من نيسان 2003 .. فقد كان بحد ذاته هوية للعراق من شماله الى جنوبه وذكرى للجميع .. فهذا هو اليوم الذي تخلص فيه العراق من اكبر واعتى طاغية سيطر على مقدرات الناس والوطن وزرع الارض مقابر جماعية وجعل كل بيت في العراق من اقصاه الى اقصاه يبكي اخ او اب او ابن .. لا نستثني احدا لان النظام لم يستثن احدا البتة ..
**
وقد صدر قرار بعدم اعتبار التاسع من نيسان عطلة رسمية وحسن فعل من صدر هذا القرار فنحن بحاجة الى ان نجتمع ونتذاكر ونتذكر لكي لا يغيب عنا الدرس ابدا
فقد ولى آن الطغاة الى الابد ولا بد للدرس ان يكون قد حفر في اوردة دمائنا وشرايينها .. فالعراق لن يكون مسرح لاي صدام ولحزبه الذي شقط منذ ان اريقت اول قطرة دم طاهرة بريئة على تربة العراق بيد الجلاد وزمرته البعثية ..
**
ولعل من اكبر دلالات التاسع من نيسان .. ذلك الترتيب الالهي في توافق التواريخ والذي يعجز عن ترتيبه بني البشر مهما حرصوا ..
ففي التاسع من نيسان مضى في عام 1980 .. حفر صدام حسين وبعثه الاجرامي قبره بيده عندما القى القبض على السيد محمد باقر الصدر وشقيقته بنت الهدى واستشهدا في نفس التاسع هذا .. ولان الله يمهل ولا يهمل .. ولانه سبحانه يرسم الدروب بحكمته الواسعة ويحدد النتائج بطرق لا تظهر امامنا للوهلة الاولى .. جعل يوم استشهاد السيد محمد باقر الصدر وشقيقته هو نفس يوم سقوط النظام البعثي
فيا سبحان الله على لطفه ويا سبحانه على انتقامه العادل ..
**
وبالرغم من اختلاف التسميات والرؤى حول ما جرى في التاسع من نيسان 2003 وما يمثله هذا التاريخ للشعب العراقي إلا إن هناك ثوابت لا يمكن ان لا يتفق عليها الجميع
•       فالتاسع من نيسان يمثل بداية مرحلة تاريخية جديدة انتظرها العراقيون ونهاية لعقود طويلة وصعبة عاشوا خلالها سنيناً من الحرمان والاستبدادط
•       سقوط صنم ساحة الفردوس في بغداد كان نهاية مرحلة من تاريخ الظلم والتجبر والقتل والتعسف في العراق الى لا رجعة
•       انتهى مع التاسع من نيسان  الدور الذي اراده صدام للعراق من اعتداء على الجيران والتي جرت البلاد إلى ويلات الحروب التي أقحم فيها الجيش والشعب على مدى حكمه والتي ختمها بمعركة غير متكافئة مع قوات دولية في حلم المنازلة الكبرى التي يحلم بها النظام والنصر المزعوم الذي روج له إعلام النظام وجلاوزته..
**
أراد أبناء العراق ان يكون سقوط الصنم بأيد عراقية وقدموا التضحيات في سبيل ذلك إلا ان سياسات النظام الحمقاء ساهمت في دخول القوات الأميركية والغربية وأسقطت النظام الدكتاتوري وأكملت تدمير ما تبقى من البنية التحتية .. وصار لزاما علينا اليوم ان نسير في درب اعادة بناء الوطن مستنيرين بافكار وبطولات رجال ضحوا وما ابقوا .. فمن شهيدنا الصدر الاول واخته بنت الهدى ..الى شهيدنا الصدر الثاني السيد الشهيد محمد محمد الصدر وكل قناديل العراق .. نستنير بسيرتهم ونهتدي بفكرهم ونبني العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق