الأحد، 22 أبريل 2012


لو قرأنا الدستور .. لعلمنا
ميادة العسكري

ومن الذي صوت للدستور العراقي ومن الذي  جعله دستورا؟
هل اتت مخلوقات من الفضاء الخارجي وادلت بدلوها بالنيابة عنا؟
كل قنوات التلفزة العراقية بثت مقاطع من الدستور على مدى اسابيع .. ولا يزال برنامج الدستور العراقي في قناة الفيحاء حاضرا في ذهني، فقد كان يأتي الى القناة في عجمان –في وقتها وقبل اقرار الدستور-  خبير قانوني دولي ويقوم باستعراض البنود .. ويعاد البرنامج مرتين في الصباح والمساء..ولم يتوقف البرنامج الا بعدما قام الدكتور- الخبير القانوني بتغطية الدستور كله ، مع تفسيرات وتحليلات بنوده كلها ..وكأنه يدرس صف ابتدائي كلما استعصى امرا اعاده ..
بمعنى ادق.. كان الدستور حاضرا وواضحا وموضحا قبل ان نوافق عليه ..
احدى بنود الدستور العراقي تشير الى امكانية قيام فيدراليات وبان العراق بلد ديموقراطي فيدرالي ...
**
عندما سمعت كلمة فيدرالية عراقية اول مرة بعد سقوط النظام البعثي في العراق شعرت بسكين يغرز في رأسي ..وعندما خرج الدكتور من استوديو التصوير جلس في احدى غرف القناة .. سألته .. دكتور شلون فيدرالية؟
قال : مثل ما هو موجود هنا بالامارات .. مو جاي اتشوفينهم عايشين ومرتاحين، ينتقلون من راس الخيمة لبوظبي بيوم واحد، لا جواز ينطلب ولا هوية ومحد يكله للثاني وين رايح..كل ولاية او امارة عندها حكومتها المصغرة ودوائرها الحكومية، وكلها تابعة لحكومة الاتحاد، التفاصيل بالامور الذاتية لكل امارة ، ومن هنا نجاحهم الباهر بترتيب امورهم ,, الكل جوة سلطة علم الاتحاد الموحد..الكل  يتنفس بنفس الرئة.. والامارات اتدير روحها بروحها لتخفف الثقل عن كاهل المركز، لكن كل الاجزاء تعمل تحت ووفق توصيات المركز .. من خطط استراتيجية الى قرارات مركزية،
عمي ما جاي اتشوفين التطبيق النظيف والامين للفيدرالية ترة الفدرالية مو بعبع ياكل جهال ، بالعكس ..
سألت: وهل يستقيم ذلك في العراق؟
قال الدكتور، ولم لا؟ هل تعتقدين ان الناس في الولايات المتحدة افضل منا؟
قلت لا.. انهم ليسوا بافضل ولا اسوأ
قال فدرالياتهم قائمة منذ سنوات كثيرة كثيرة ..والانتقال من ولاية الى ولاية لا يحتاج الى تصريح لهذا الانتقال .. انه جسد واحد واعضاء مختلفة ، فيها منظومة العين ومنظومة القلب والرئتين ..الخ ، الا تدركين الان ان العراق بدون فدراليات سيحترب لاخر نفس ..؟
**
وعود الى ذي بدء كما يقال .. نعم للفيدراليات المطبوخة على نار هادئة واقتناع شعبي شامل وكامل .. ولا للفيدراليات المتفجرة من ردود افعال متأزمة وآنية ..

**
يقول احد الكتاب في ساعة من التجلي السياسي .. او هكذا كتب على اقل تقدير ..

"بالتاكيد هناك نوعين من العداله ، عداله الرعاع و عداله النخبة"
الرعاع لا يعني القشامر او الاغبياء ، كلا .. هم الناس العاديين الذين يطبقون احكامهم الخاصه عند تطبيق العداله
ويقول ..
و عداله النخبه هي عداله القوانين و الانظمة ... فصديم على سبيل المثال طبقت عليه عداله النخبه ..محكمة ، محامين، قضايا واضحه ، مدعيين عامين و حكام.. تمرمط بيها تمرمط ، رايح جاي للمحكمة، الامريكان عينوله محامي.... وبدلا من ان يناقش الموضوع قانونيا ولانه قشمر ناقش الموضوع سياسيا و النتيجه الرجال انعدم باسرع وقت ، لو جان المحامي شاطر جان على القليل مدد عمر موكله فد سنتين اضافيتين، بس جان اعصابنا تلفت من خرطيات صديم امام الكامرات
اما القذافي .. فقد طبقت عليه عداله الرعاع
السبب انهو يجل قدركم حمار كعاده الحكام المستبدين لاخر لحظة يعتقد ان هناك miracle  (معجزة) ستحدث
الرجال مات بالقنادر بالمعنى الحرفي للموت بالقندره
**
ويسأل : اتصوري التاريخ شراح يكتب عن الحقبه اللي عشناها ..حكم العرب في القرون المظلمه عدد من الحكام المجانيين
حاكم العراق ادخل بلاده بسلسله من الحروب و قتل من شعبه ما قتل
انتهى مختبئاً في حفره ، حوكم و اعدم
كما حكم ليبيا حاكم مصاب بانفصام الشخصية اطلق عن نفسه سلسله من الالقاب منها ملك ملوك افريقيا و بدد ثروه بلده على المؤامرات انتهى هذا الحاكم بانبوب للصرف الصحي وقتل رميا بالقنادر
طبعا الوقت لا يسعني ان اكتب عن باقي الامثله من حكامنا الاشاوس المجانين ، الحراميه، القتله، الاميين، حكام من سقط المتاع .. المشكلة ان ثقافة الشعوب هي التي انتجت مثل هؤلاء الحكام ..ثقافه  قبلت بهم حكام لعقود طويلة .. واذا قررنا ان نفلسف الموضوع  سنجد انفسنا امام ثقافة بائسة ..
**
انا مع الطرح الى حد كبير .. فثقافتنا السياسية "نص ردن" .. نتهم نوري المالكي بتفجير البلاد وانفصالها بينما الرجل لا يوافق على مقابلة اي وفد من المحافظات لغرض الانقسام والفيدرالية ..
لست بصدد الدفاع عن الرجل ولكن الحق يقال ..
ولا نفهم الفيدرالية التي نهاجمها بضراوة .. بينما البعض يبكي على انظمة مثل نظامي صدام والقذافي
**
الفيدرالية حق للشعب العراقي على شرط .. ان يقرر الناس وان يتم استفتائهم رسميا عبر صناديق واصوات .. "الدنيا صح مخربطة يمنة بالعراق بس مو هيتة هي نوب" ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق