السبت، 7 أبريل 2012

خاتم السيكار وسورة الدخان 

ميادة العسكري 



لا احب ان اعيد وازيد في سيرة حكم ولى واندثر، الا ان مناسبات وتواريخ معينة في حياتنا تفعل فعل الملح فوق جرح لم يندمل بعد رغم كل ما حصل ويحصل الان في العراق بسبب حكم البعث وبشاعة ايامه وسوء تصرفه، كتب احدهم يقول : "يتذكر العراقيون الأبطال كلام قائدهم الخالد الرمز الشهيد صدام حسين قبل الأنهيار الكبير لقوات العدو الفارسي المجوسي بأيام قليله عندما قال (أني أشاهد النصر قريبآ أنشاء الله وبدأت ألمسه بيدي)..." واقول: سبحان الله، هذا المنصور الخالد الرمز الذي شاهد النصر قريبا ولمسه بيدة .. اليس هو نفسه من اتخذ من جحور الفئران مخبأ له قبل ان يستسلم، على الرغم من وجود مسدس الى جواره؟ لو انه اطلق طلقة واحدة، ليس باتجاه راسه، وانما باتجاه العدو، لصار الرمز فعلا، الا انه اختار ان يسلم نفسه ويصيح .. لماذا يا امريكا لماذا ؟؟على فكرة، الفلم موجود بالصوت والصورة.. 
**
يستطرد الكاتب قائلا بمناسبة ذكرى 8/8 “وهو من ختم أيام الحرب الطويله بيوم من أجمل الأيام!!! وكتب بيان البيانات بيده الكريمه ... وهو من جعل العراقيون يحتفلون بهذا اليوم الخالد من تأريخ العراق والأمه العربيه. فعندما نستذكر يوم الأيام يجب أن نتذكر دومآ أنها أيام صدام الخالده." 
وفي الواقع الحقيقي ان أيام صدام الخالدة في ذهن العراقيين تعني:
• احواض التيزاب
• الامن العامة والمخابرات
• انت بعثي وان لم تنتمي
• من لا يزرع لا ياكل (ناقشها الدكتور طالب البغدادي في الجامعة ودحضها فاحيل الى التقاعد ونشكر الله انه لم يقتل!!)
• الرجل بي طعنة والمراة بيها طعنتين ولازم تغسل يومية تا تروح منها .. (هذا كلام رئيس جمهورية)
• هو من البس العراقيين سِتَر (ما يسترون بع اجسادهم) و"نعالات" بعد ان كانو جميعا بنص "نعال" واقدامهم مشققة و "يلبد فيها العقرب" – ويبدو انه على حق فالكل يرى ما حوله!! فاذا كانت العوجة بنظر اخو هدلة هكذا .. لا نلومه كثيرا في تصوراته 
• عدي المغتصب وقصي المجرم افضل من صدام، على الاقل قاوما وقتلا..الا اننا لن ننسى ما حيينا.. شَعر الريّس صدام حسين والممرض الامريكي يبحث فيه عن حشرات او ما شابه .. واهزوجته الاخيرة ..يا حوم اتبع لو جرينامثل ال 63 ... بالهدوم الداخلية فرينا .. 
**
حصلت على خاتم السيكار المبينة صورته هنا عام 2002، كان النظام البعثي لا يزال قائما آنذاك، وكان عدي صدام حسين يعبث بكل شيء، فما المانع مع ذاك ان يسيء استخدام كلمات أطهر من ان تمس من غير وضوء؟؟
(ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلاَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) 
رأى ابن القائد الضرورة، ان وضع هذه الكلمات الطيبة حول أسمه والشعار الجمهوري على قطعة ورق توضع حول سيكاره الكوبي، أمر عادي. هذه الصورة "هدية" لكل من يجد في نفسه رغبة بالبكاء على عهد مقبور بالثلاثة، بسبب تداعيات الحالة في العراق اليوم.
نعم وضعنا ليس ممتاز ولا هو كوضع أي من الامم المستقرة
نعم هناك تفجيرات متفرقة ، لم تعد يومية
نعم كلنا يمارس ضبط النفس الى مداه الارحب والاضيق نعم نعم ...الخطأ كان من البداية بعدم تحضير مشهد ما بعد السقوط بصورة صحيحة
نعم كنا كقدر ضغط يفور على النار 35 عاما ثم جاء الشركاء الاميركان ورفعوا الغطاء قبل انيبرد القدر .. فانفجر ما بداخله .. ولا يزال يفور .. الا انه ابرد من اسخن الايام الاولى 
كنت اتحاور مع احد الاخوة، حزينة، لان العراق يغرق في مستنقع دم وقتها، كان ذاك عام 2006.لا يملك الاخ الا الصمت، ليس لان العراق يغرق، ولكنه لا يتحمل منظر أمرأة حزينة حد البكاء ..قال أنظري، المسألة على هذا النحو، ما كان النفط ملكنا يوماً ، ابداً، ولم يستفد منه عراقي واحد، كنا ندفع والدولة تدّعي بانها تدعمنا، ولكن في الواقع، كانوا يغررون بنا على الدوام. انها لعنة النفط التي لاحقتنا، منذ ان اكتشفوا النفط في ارضنا. وانظري ايضاً، هل كان في العراق يوما، وهو البلد النفطي الاغنى، تشريعات ضمان اجتماعي حقيقية مثل التي نراها في الغرب؟ هل شعرتِ انت يوما بان هناك رفاهية في العراق، الم نكن نقف في طوابير لشراء البيض؟ يا الهي، طوابير لشراء الالبان في ارض طافية فوق بركة من النفط؟ حتى حمدية كانت تبيع الطماطة من تحت "العباية" في الصيف، نعم كانت الطماطة حتى الطماطة تشح في موسمها..ماذا فعل لنا النفط سوى شراء السلاح لحروب التهمت شبابنا؟ ليمرروا إذن قانون الانتخابات والنفط او ليأخذوا النفط كله، لربما عندها عدنا الى رشدنا وتحولنا الى الزراعة!!وانظري، يريدون تقسيم العراق، فليقسموه، الم يكن مقسماً؟ بلى منذ الاف السنين، من ايام دويلات المدن، قبل الميلاد بالفين او اكثر من السنين. ولأن العراق سيقسم لا محالة، فلنقبل بالتقسيم "السوفت" كما يسمونه بدون الاقتطاع بالسكين الآن، قبل ان يطلعوا لنا بقرار أكبر ، يضمون به ربما أجزاء من العراق الى ايران او تركيا أوسائر دول الجوار ..كل ما سنرفضه اليوم.. سيأتي أسوأ منه غداً..لقد فتحنا صندوق باندورا، ألا ترين؟؟ 
أطرقت قليلا وانا اتذكر باندورا. أول أمرأة وجدت على الأرض طبقا للعقيدة اليونانية. خلقت بامر من زيوس ، وتم خلقها حسب الأسطورة من الماء والتراب وقد منحت الجمال و القدرة على الإقناع و غيرهما من الامور. وحسب الأسطورة كان هناك صندوق منعت باندورا من فتحه ولكن فضولها دفعها لفتحه مما ادى بدوره حسب الأسطورة إلى خروج الشياطين و إنتشارهم في الأرض
نعم، فتحنا صندوق باندورا
نعم خرجت علينا شياطين الانس والجن
ولكن مع ذلك، يبقى الحال افضل من صدام حسين ومن كانوا معه وعلى شاكلته 
انظروا الى سورة الدخان وتذكروا، فكل منا لديه ارشيفه الخاص في ذاكرة حزن ايام البعث. كل منا خزين مآسي. أملي أن لا ننسى ابداً أيام كنا كلنا موقوفين في العراق العظيم، مع وقف "مؤقت" للتنفيذ..." كل ما يحدث اليوم من خراب في عراقكِ سببه صدام، فهو الذي وضع العربة على سكة الموت" قالها الاخ وانا متيقنة من صحة كلامه .. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق